ارتفاع الكوليسترول الضار (LDL) في الشرايين خطر صحي كبير، حيث يؤدي إلى تكوّن اللويحات التي تعوق تدفق الدم وتزيد بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
ورغم أن الوراثة قد تلعب دورًا في مستوياته، إلا أن خبراء الصحة يؤكدون أن نمط الحياة والعادات الغذائية هي العامل الأهم في التحكم به.
والخبر السار هو أن هناك أطعمة نباتية معينة، غنية بالألياف القابلة للذوبان والدهون الصحية ومضادات الأكسدة، يمكن أن تساهم بفاعلية في خفض مستويات الكوليسترول الضار بشكل طبيعي.
الكوليسترول .. أطعمة تقلل أضراره
1. اللوز: وقود القلب ومضاد للأكسدة
يُعتبر اللوز كنزًا غذائيًا متعدد الفوائد لصحة القلب. فهو لا يحتوي فقط على دهون صحية وألياف وفيتامينات ومعادن أساسية، بل يُعرف بشكل خاص بقدرته على خفض الكوليسترول الكلي والضار وفقا لما أكدته منظمة الصحة العالمية .
يعود الفضل في ذلك إلى غناه بمضادات الأكسدة التي تُساهم في مكافحة الالتهابات، وهي عامل رئيسي في أمراض القلب.
تكمن آلية عمل اللوز في قدرة أليافه على الارتباط بالكوليسترول في الجهاز الهضمي، مما يُساعد على التخلص منه قبل أن يُمتص في مجرى الدم.
إضافة إلى ذلك، يحتوي اللوز على فيتامين E، وهو مضاد أكسدة قوي يمنع أكسدة كوليسترول LDL، وهي خطوة حاسمة في تكوّن اللويحات داخل الشرايين.
2. الشوفان: الألياف السحرية لحماية الشرايين
يبرز الشوفان كواحد من أفضل الأطعمة الطبيعية لخفض الكوليسترول الضار. سر فعاليته يكمن في احتوائه على ألياف قابلة للذوبان تُدعى بيتا جلوكان.
هذه الألياف تُشكل مادة هلامية داخل الجهاز الهضمي، ترتبط بالكولسترول والأحماض الصفراوية وتُساعد على طردها من الجسم.
تُساهم هذه العملية في تقليل النسبة الضارة بفاعلية دون التأثير سلبًا على مستويات الكوليسترول الجيد (HDL)، وهو أمر حيوي لصحة الأوعية الدموية.
علاوة على ذلك، يُقلل الشوفان من الالتهابات والإجهاد التأكسدي، ويُحسن وظائف الأوعية الدموية، ويُخفض ضغط الدم عند دمجه ضمن نظام غذائي صحي ومتوازن.
3. البقوليات: قوة البروتين والألياف لخَفْض الكوليسترول
تُشكل البقوليات، مثل العدس والفاصوليا والحمص والبازلاء، خيارًا مثاليًا لخفض الكوليسترول الضار. فهي غنية بالألياف القابلة للذوبان، والبروتين النباتي، والعديد من العناصر الغذائية المفيدة للقلب.
أظهرت دراسة نُشرت في دورية الجمعية الطبية الكندية أن تناول كوب واحد من البقوليات يوميًا يُخفض مستوى الكوليسترول الضار بنسبة 5% خلال أسابيع قليلة فقط.
وتُوصي جمعية القلب الأمريكية بإدراج الفاصوليا ضمن النظام الغذائي الصحي، حيث يُشير بحث إلى أن تناول نحو 400 جرام من البقوليات أسبوعيًا يُوفر فوائد ممتازة لصحة القلب.
4. الأفوكادو: دهون صحية لقلب سليم
يُعد الأفوكادو فاكهة غنية بالدهون الأحادية غير المشبعة الصحية، والألياف، ومضادات الأكسدة، مما يجعله إضافة ممتازة لأي نظام غذائي يهدف إلى خفض الكوليسترول الضار وتحسين صحة القلب.
كشفت دراسة نُشرت عام 2015 في دورية جمعية القلب الأمريكية أن تناول حبة أفوكادو يوميًا يُساهم في خفض مستويات الكولسترول الضار، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن.
هذا التأثير يعكس الدور الإيجابي للدهون الصحية في تنظيم مستويات الكوليسترول في الدم.
5. التوت: مضادات الأكسدة الفائقة
يمتاز التوت بأنواعه المختلفة (الأزرق، الأحمر، الفراولة) بقدرته على خفض الكولسترول الضار، وذلك بفضل محتواه الغني من الألياف القابلة للذوبان، ومضادات الأكسدة، والبوليفينولات، التي تُعزز صحة القلب بشكل عام.
يحتوي التوت بشكل خاص على مركب الأنثوسيانين، الذي يلعب دورًا حيويًا في منع أكسدة الكوليسترول الضار ويُقلل من الالتهاب في الأوعية الدموية، وهما عمليتان تساهمان في تصلب الشرايين.
وقد أظهرت الأبحاث العلمية دعمًا قويًا لفوائد التوت في هذا السياق. ففي دراسة نُشرت في الدورية الأمريكية للتغذية السريرية، تبين أن الاستهلاك اليومي للتوت يساهم في تحسين مستويات الكوليسترول بشكل ملحوظ.
هذا التأثير الإيجابي يُعزى، إلى حد كبير، لمحتواه الغني من الألياف القابلة للذوبان التي تساعد في تقليل امتصاص الكولسترول في الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى وفرة مضادات الأكسدة والبوليفينولات التي تُعزز صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام.
إن إدراج هذه الأطعمة النباتية في نظامك الغذائي اليومي يمكن أن يُسهم بفاعلية في حماية قلبك من خطر ارتفاع الكولسترول الضار،
وبالتالي تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. هل تُفكر في دمج المزيد من هذه الأطعمة في وجباتك اليومية بشكل منتظم بشرط المتابعة مع طبيب تغذية ؟