وتستمر هدايا إذاعة القرآن الكريم للصائمين، وقبل موعد الإفطار كما عهدناها بأحد أعلام دولة التلاوة القرآنية وبحسب جدول قرآن المغرب لهذا العام الهجري 1445، الذي اعتمده محمد نوار، رئيس الإذاعة المصرية.
ويهل علينا اليوم ملك الصبا وكروان دولة التلاوة في قرآن مغرب اليوم 9 من رمضان الشيخ «أبو العينين شعيشع » وتلاوة ما تيسر من سورتي آل عمران والرحمن.
ولد الشيخ أبو العينين شعيشع في 22 أغسطس عام 1922 وتوفي في 23 يونيو 2011 عن عمر ناهز الـ88 عام قضاها في خدمة القرآن الكريم ودولة التلاوة.
تمنى والده بأن يصبح نجله ضابطًِِا في البوليس، ولكنه توفي وهو في 9 من عمره، تاركاً أثرًا في بث الوتر الحزين الذي كان يظهر في قراءته.
ألحقته والدته بكتاب القرية، وأتم حفظ القرآن الكريم في عامين فقط، ثم انتقل إلى القاهرة في الرابعة عشر من عمره.
التحاقه بالإذاعة
في عام 1939 ذهب مع أحد أقربائه لتقديم واجب عزاء، قرأ في المأتم ما تيسر من القرآن تطوعًا منه، بعد اقتراح قريبه وبعد انتهائه من التلاوة، وجد شيخًا يهرول إليه ليسلم ويثني عليه، وكان إمام الحضرة الملكية في ذلك الحين وهو الشيخ عبد الله عفيفي، وسأله حينها لماذا لا يقرأ في الإذاعة!.
ومن هنا بدأت رحلة التحاقه بإذاعة القرآن الكريم، فاتفقوا سويًا على الذهاب في اليوم التالي إلى مكتب سعيد باشا لطفي، مدير الإذاعة، فعرض الشيخ أبو العينين شعيشع على لجنة الاختبار واجتازه، وتم إصدار قرار اعتماده قارئ بإذاعة القرآن الكريم.
وعندما أصيبت بعض الأسطوانات الخاصة بالشيخ رفعت بالتلف، وقع الاختيار على الشيخ أبو العينين، وكان أبرع من قلد الشيخ محمد رفعت لامتلاكه طبقة صوت قوية تشبه نفس طبقة صوت الشيخ رفعت، الذي كان على علاقة وطيدة به في ذلك الحين.
لم يقتصر مشواره مع تلاوة القرآن في مصر فقط، بل كان قارئ لدى إذاعة الشرق الأدنى بمدينة يافا بفلسطين، وكان عمره آنذاك 18 عامًا، لتبدأ حرب فلسطين عام 1948، ويقرر حينها الرجوع إلى مصر .
تولى الشيخ أبو العينين، منصب نقيب القراء عام 1988، واختير عضوًا بلجنة عمارة المساجد بالقاهرة، وعضوًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
كما وقع عليه الاختيار عميدًا للمعهد الدولي لتحفيظ القرآن، وعضو باللجنة العليا للقرآن التابعة لوزارة الأوقاف المصرية، كما عُيّن قارئًا لمسجد عمر مكرم سنة 1969، ثم لمسجد السيدة زينب منذ 1992.
حصل على العديد من الأوسمة كالاستحقاق من سوريا وفلسطين وتركيا والصومال وباكستان، والإمارات، بالإضافة بعض الدول الإسلامية، ووسام الرافدين، ووسام الأرز من لبنان.