أكد أحمد بدرة، الناشط السياسي ومساعد رئيس حزب العدل، أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة بغداد ٣٤ لجامعة الدول العربية أظهر أن القاهرة لا تزال قادرة على ضبط الإيقاع السياسي العربي عندما تتعقد الملفات وتتشابك الأزمات.
وأصاف «بدرة»، في تصريح خاص لـ«الحرية»، أن كلمة مصر في القمة لم تكن استعراضًا تقليديًا للمواقف، بل حملت رسائل واضحة، وضعت القضية الفلسطينية مجددًا في قلب أولويات العرب، باعتبارها الملف المفصلي الذي يحدد مصير الاستقرار في المنطقة.
وأوضح مساعد رئيس حزب العدل، أن الرئيس السيسي تحدث بصراحة وجرأة عن حجم الجريمة الواقعة في غزة، وعن محاولات التهجير القسري، والتدمير الممنهج لبنية القطاع، لكنه لم يكتف بوصف الواقع، بل عرض مواقف وتحركات مصرية واضحة: “منها دور الوساطة و قمة القاهرة و خطة إعادة الإعمار ومؤتمر دولي مرتقب”.
وأشار إلى أنه في رسالة دقيقة أشار السيسي إلى اتفاق يناير 2025 الذي رعته الولايات المتحدة، مشيرًا إلى فاعليته المحدودة بسبب تجدد العدوان، ليؤكد أن السلام ليس توقيعًا بل التزام حقيقي.
وتابع: “كما لفت نظري تركيز الرئيس على ضرورة وقف التهاون الدولي مع الاحتلال، والتنبيه بأن التطبيع لن يكون بديلًا عن إقامة الدولة الفلسطينية، وهو تأكيد على أن الموقف المصري ثابت، لا يساوم، ولا يناور على حساب الحق الفلسطيني”.
وأشاد الناشط السياسي، بشمولية خطاب الرئيس حول باقي أزمات المنطقة، من السودان إلى ليبيا، مرورًا بسوريا ولبنان واليمن والصومال، رسم الرئيس تصورًا شاملًا مبنيًا على ثلاثة مبادئ سيادة الدول، وحدة التراب، ورفض التدخلات الأجنبية.
وأشار “بدرة” إلى أن الخطاب يمتاز بأنه جمع بين المبادرة والتحذير، وبين الرؤية والموقف، مما يجعلها واحدة من أكثر الكلمات العربية اتزانًا ووضوحًا منذ سنوات في قمم الجامعة العربية.
واختتم بأنه في وقت فارق طرح الرئيس تصورًا عقلانيًا وواقعيًا، يؤسس لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك، القائم على المصالح والمبادئ، لا على الشعارات أو ردود الأفعال.