أشعلت إعفاءات جمركية مفاجئة من أمريكا جدلا في قطاع التكنولوجيا، حيث آثار قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن استثناء عدد من السلع الإلكترونية من الرسوم الجمركية الجديدة جدلاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية والتجارية.
وبينما تواصل واشنطن فرض إجراءات صارمة ضد الواردات الصينية، يأتي هذا الاستثناء ليخفف من حدة التوتر في قطاع التكنولوجيا، ويمنح الشركات الأمريكية الكبرى متنفساً في ظل تصاعد تكاليف التصنيع.
في هذا التقرير نستعرض تفاصيل هذه السلع المستثناة، والخلفية التي دفعت لاتخاذ هذا القرار، بالإضافة إلى تحليل للتأثيرات المتوقعة على السوق الأمريكية والعالمية.
تفاصيل الإعفاء الجمركي
أعلنت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية أن الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وبعض الأجهزة الإلكترونية الأخرى، ستُستثنى من الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، والتي بلغت 10% على معظم السلع المستوردة.
ويشمل الإعفاء كذلك الرسوم الأعلى المفروضة على السلع الصينية، والتي وصلت إلى 145%.
هذا القرار جاء استجابةً لتحذيرات شركات التقنية الأمريكية التي أبدت مخاوفها من ارتفاع أسعار منتجاتها، خاصةً وأن معظمها يُصنع في الصين. وتعتبر هذه الخطوة أول استثناء كبير من التعريفات الجمركية على الصين، ووصفها بعض المحللين بأنها تمثل “تغييراً في قواعد اللعبة”.
السلع المشمولة بالإعفاء الجمركي
يشمل القرار إعفاء سلع ومكونات إلكترونية متنوعة مثل:
- الهواتف الذكية
- أجهزة الكمبيوتر
- بطاقات الذاكرة
- الخلايا الشمسية
- أشباه الموصلات
ورغم الإعفاء، تبقى هذه السلع خاضعة لتعريفة منفصلة بنسبة 20% مرتبطة بمكافحة تهريب الفنتانيل، وليست جزءاً من الرسوم المعلنة في 2 أبريل.
جدير بالذكر، أن سبق هذا القرار فرض إدارة ترامب رسومًا جمركية بحد أدنى 145% على السلع الصينية.
واستُثنيت من هذه الرسوم بعض المواد الحيوية مثل النفط والغاز والمعادن الثمينة (كالذهب والفضة والبلاتين)، وكذلك الأدوية والمعادن غير المتوفرة على الآراضي الأمريكية، والفولاذ والألمنيوم والسيارات التي تخضع بالفعل لتعريفات خاصة.
تأثير القرار على قطاع التكنولوجيا
تُعد شركات مثل آبل ومايكروسوفت وإنفيديا من أبرز المستفيدين من هذه الإعفاءات.
وتُنتج شركة آبل، وفقاً لتقديرات Wedbush، نحو 90% من هواتف آيفون في الصين.
وقد وصف محللو Wedbush القرار بأنه “أفضل خبر لمستثمري التكنولوجيا”، مشيرين إلى أن هذه الخطوة تمنح قطاع التكنولوجيا فرصة لالتقاط الأنفاس وسط تقلبات سوق التجارة الدولية.
وأشارت الشركة إلى أن شركات التكنولوجيا الكبرى بإمكانها الآن التنفس الصعداء، متوقعةً أن يكون لذلك تأثير إيجابي على السوق من نهاية الأسبوع وحتى بداية الأسبوع الجديد.
كما لفتت إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مفاوضات أوسع مع الصين قد تستمر لعدة أشهر.
مخزون الشركات وتأثير الأسعار
كشفت بيانات شركة Counterpoint Research أن لدى شركة آبل مخزونًا من الهواتف الذكية يكفي لفترة ستة أسابيع داخل الولايات المتحدة.
وبعد نفاد هذا المخزون، يُتوقع أن ترتفع الأسعار، ما يضيف مزيداً من الضغط على المستهلكين والشركات على حد سواء.
خاتمة، يمثل استثناء بعض السلع الإلكترونية من الرسوم الجمركية تحركاً استراتيجياً من قبل الإدارة الأمريكية لحماية الاقتصاد المحلي، وتخفيف الأعباء عن شركات التكنولوجيا الكبرى.
وبينما يوفر هذا القرار متنفساً قصير المدى، يبقى مستقبل العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة مرهوناً بتطورات المفاوضات الجارية، وما إذا كانت ستثمر عن حلول شاملة تنهي حالة عدم اليقين المسيطرة على الأسواق العالمية.
نرشح لك: أول زيادة في سعر سيارة شيفروليه أوبترا المجمعة محليًا.. كم قيمتها؟