قفزت أسعار كرتونة البيض الأبيض والأحمر على حد سواء، والملقب ببروتين الفقراء في محافظات مصر، خلال الخمس سنوات الأخيرة، إلى معدلات وصفت بأنها «جنونية أو قياسية»، وجعلت المواطن المصري، يصارع في دوامة غلاء الأسعار اليومي للسلع الغذائية.
ويرصد موقع «الحرية» في السطور التالية ملامح ارتفاع أسعار كرتونة البيض الأبيض والأحمر، وآراء مواطني المنيا في هذا الغلاء.
يعد البيض «بروتين الفقراء» سواء كان أبيضًا أو أحمرًا الوجبة الرئيسية على موائد غالبية البيوت المصرية، ومع ذلك يضطر الغالبية العظمى من المصريين إلى شراء كرتونة البيض بالرغم من غلاء سعرها، والتي وصل سعرها في بعض المناطق إلى 200 جنيه.
وبالتالي زاد سعر البيضة الواحدة من جنيه واحد في عام 2016 إلى أن وصل لسبع جنيهات في عام 2024م، وانعكست أزمة نقص الدولار بالأسواق المصرية على غلاء أسعار البيض.
ولم تكن أزمة غلاء أسعار كرتونة البيض بأنواعها وليدة اليوم، بل سبق وأن طفحت على السطح عدد مرات في السوق المصري، وبالتحديد في شهر ديسمبر لعام 2023م، ووصل سعر الكرتونة حينها إلى 160 جنيهًا، مما دفع الحكومة المصرية وقتها إلى ضخ كميات كبيرة من بيض السمان في الأسواق المصرية، كمحاولة منها لحل مشكلة جنون أسعار البيض التي آرقت جموع المصريين في كافة الأراضي المصرية، إلا أن تلك المحاولة آنذاك بائت بالفشل الزريع، ولم تحقق الهدف المرجو منها في تخفيض أسعار كرتونة البيض بأنواعه، وظلت الأزمة قائمة، وفي تفاقم مستمر حتى يومنا هذا.
الحكومة تطرح بيض السمان بالأسواق والمصريين يرفضونه على موائدهم
وفي ذات السياق قامت الحكومة المصرية في شهر ديسمبر الماضي لعام 2023م، بطرح بيض السمان في منافذ البيع التابعة لوزارة الزراعة، وأيضًا في منافذ جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وبلغ سعر كرتونته (12 بيضة) نحو 30 جنيهًا.
وبالرغم من كون بيض السمان له فوائد عديدة، حيث يحتوي على عناصر غذائية كثيرة مثل الكالسيوم والحديد، وفيتامين (أ)، وغيرها من العناصر المفيدة وقليل من السعرات الحرارية، فضلًا عن مساهمته في زيادة مناعة الجسم ضد الأمراض، إلا أن جموع الشعب المصري لم يتقبله على موائد الطعام، وأصبح هذا البيض ضيفًا ثقيلاً على موائد الطعام.
وكانت الأسباب الرئيسية التي أدت إلى عدم تقبل المصريين لبيض السمان ورفضهم القاطع لتواجده على موائد الطعام في بيوتهم، إلى أن الفرد يستهلك من بيض السمان أكثر من بيض المائدة، بسبب أن حجم بيضة السمان صغير، وعادة ما تكون ثلث حجم البيضة العادية، لذلك الجدوى الاقتصادية للبيض العادي أفضل من السمان، كمان أن المصريبن <span;>يريدون فقط بيض الدواجن، بنوعيه الأبيض والأحمر، ومنْ يشتري بيض السمان يكون هدفه الاعتماد عليه في استخدامات معينة مثل ” الدايت “، كما أن إنتاج بيض السمان بمصر قليل مقارنة ببيض الدواجن الذي تنتج منه مصر سنويًا 14 مليار بيضة.
إنتاج البيض بمصر وصل لزروته عام 2021 ثم بدأ فجأةً في التراجع مع بداية عام 2022
ومن الملاحظ أنه لسنوات ماضية، كان إنتاج مصر من البيض، يرتفع سنويًا، حتى أنه وصل إلى ذروته عام 2021م، محققًا 16.4 مليار بيضة مقارنة بـ 9.5 مليار بيضة عام 2016م. هذا وقد أدى ارتفاع الإنتاج في البيض إلى تحقيق مصر اكتفاء ذاتي من البيض، فضلًا عن إتجاه الحكومة المصرية للتصدير، بعد تصديرها على سبيل المثال شحنة من 360 ألف بيضةً إلى البحرين في يناير 2019م، و95 ألف بيضةً تفريخ كتاكيت إلى الأردن في ديسمبر 2020م.
لكن في عام 2022م كانت المفاجأة، حيث بدأ الإنتاج من البيض المصري في الانخفاض، ليصل إلى 15.3 مليار بيضة وهو ما يقل 1.1 مليار بيضة عن عام 2021م بنسبة انخفاض 6.4%، وفق أحدث البيانات المتاحة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وهو ما أدى لزيادة السعر من 1.64 جنيه لـ 2.26 جنيه. واستقر متوسط سعر البيضة الواحدة بين جنيه وحتى 1.64 لدى 6 أعوام بين (2016 -2021) قبل تضاعف أسعاره بنحو 235% حتى فبراير 2024م، ليصل إلى 7 جنيهات، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المتوفرة حتى عام 2024م، وتجار بيض المائدة.
مصر تنتج 14 مليار من بيض المائدة سنويًا
وتنتج مصر حوالي 14 مليار من بيض المائدة، ويكون استهلاك الفرد الواحد 140 بيضة سنويًا، فيما يبلغ حجم الإنتاج الداجني 14 مليار طائر سنويًا، وذلك حسب إحصائيّات مركز المعلومات الصوتية والمرئية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي الآخيرة لعام 2024م.
من جانبها قدّرت بوابة أسعار مجلس الوزراء المصري، ارتفاع متوسط سعر البيض البلدي إلى 6.67 جنيه (0.14 دولار) للبيضة الواحدة بزيادة بلغت 1.21%.
كل هذا الغلاء الفاحش في أسعار كرتونة البيض بأنواعها جعل المواطن المصري على وجه العموم وكذلك المواطن المنياوي على وجه الخصوص في حيرة من أمره بكل السبل.
آراء المواطن المنياوي في إرتفاع أسعار كرتونة البيض
والتقى موقع «الحرية» بعدد من المواطنين لإستطلاع رأيهم في غلاء أسعار كرتونة البيض بأنواعها، وكانت المحصلة.
فالبداية قال الدكتور جمال ذكي، بمركز البحوث الزراعية بالمنيا، إن أسعار البيض ارتفعت إلى 167 جنيهًا (3.43 دولار) للكرتونة الواحدة في المزرعة، بنسبة زيادة تتجاوز 25% منذ بداية العام، وأنها تباع للمستهلك بقيمة تتراوح ما بين 175 إلى 180 جنيهًا (3.59-3.70 دولار)، وفي بعض السلاسل التجاريو الكبرى تتجاوز 185 جنيهًا (3.80 دولار) الكرتونة الواحدة، وهذا السعر ليس بالسهل اللين على المواطن المصري البسيط الذي لاحول له ولا قوة.
وأوضح: «أن الدولة لا بد أن تقف بجوار مربي الفراخ البياضة، وأن تدعمه وتذلل له العقابات وتحل له كافة المشاكل حتى تسير عجلة صناعة البيض والتجارة فيه بكل سهولة ويسر، وحتى يكون هناك إنتاج وفير من البيص المحلي بأنواعه يمكن أن يغطي متطلبات المواطنين من البيض واحتياجات السوق المحلي من هذه السلعة الحيوية».
ومن جانبه قال معوض سيد، مواطن منياوي بالمعاش، إن الحكومة أعلنت أنها زادت حجم معروض البيض عبر استيراد كميات تصل إلى 30 مليون بيضة، وطرحها بسعر 150 جنيهًا (3.08 دولار)؛ لكن للأسف الشديد لم نرى في صعيد مصر هذا الكلام على أرض الواقع بل أن الواقع الخقيقي والذي لا يمكن أغفاله هو أن أسعار كرتونة البيض بأنواعها في تزايد مستمر والمعروض من الببض لا يكفي بالمرة احتياجات المواطنين من أهالي المنيا .
وتابع: «في بعض الأحيان لا نجد كرتونة بيض واحدة في محالات البقالة التي تجاورنا، ولا نعرف كيف التصرف في مثل هذه الحالة، كما أن البقالين يكون ردهم بأن البيض غير متوفر حاليًا بالأسواق وننتظر الفرج القريب بإذن الله تعالى، ومن هنا تختلق الأزمات في الدولة التي تطيح بالمواطن الفقير ».
وأشار محمود عبدون، مواطن بالمعاش، «إننا كل يوم ننام ونصحى ونجد السلع الغذائية في سعر جديد، فأوضاع السوق في تقلب مستمر، والمواطن هو من يدفع الفاتورة التي تقسم ظهره، وهذا واضح في أسعار كرتونة البيض بأنواعها فكل تاجر يبيع على هواه دون أي رقابة تمويتبة تذكر، فقد وصل سعر الكرتونة إلى 185 جنيهًا وهذا السعر يستطيع دفعه بعض المواطنين الذين لهم القدرة الشرائية أما المواطنين الفقراء فهم ليس لهم المقدرة الشرائية وبالتالي لا يستطيعون دفع ثمن كرتونة البيض ويضطرون آسفين بسعر التجزئة للبيضة الواحدة الذي وصل إلى سبع جنيهات».
ويأمل المواطن المصري وخصوصًا بصعيد مصر أن تحل الحكومة أزمة أرتفاع أسعار كرتونة البيض بأنواعها وألا تخدث أي أزمات في الأسواق المحلية لبيع وشراء البض المصري.