في الساعة الرابعة عصرا من يوم السابع والعشرين من أغسطس خرج الطفل فهد صاحب الـ ١٠ سنوات بصحبة أخيه كعادته للعب بمنطقة مجاورة لمنزلهم الكائن بعزبة خضر بمدينة المحلة الكبرى، بينما كان الأب حينها راقدا بسريره بعد إجرائه عملية بالقلب.
وأثناء اندماج الأطفال باللعب فوجئوا بمجموعة من الكلاب تهاجمهم فبدأوا في التفرق وكل طفل في اتجاه، ليتجه الأخوان ناحية مصنع أبو السباع، وهو مصنع مهجورا بلا باب وشباك منذ سنوات إذ حجز البنك عليه بعد تراكم الديون ويقع في المنطقة الصناعية بمدينة المحلة الكبرى.
بدأت أصوات “فرقعة كهرباء” تتعالى وبدأ الجيران يتجمعون بالقرب من المصنع ليجدوا شقيق فهد يبلغهم “الحقوا أخويا بيموت جوه” وهنا تفهم الناس أن الكهرباء قد صعقت شقيقه ولم يستطيعوا الدخول إلا بعد أن هدأت أصوات الكهرباء.
سرعان ما توجهت الأهالي إلى منزل “حمادة عبدالعاطي” لإبلاغه بالواقعة لـ يُفاجأ بخبط شديد على الباب.
ويقول حمادة عبدالعاطي لـ «الحرية» “لقيت الناس بتصرخ وتقولي الحق ابنك الكهربا مسكت فيه جريت عليه وشوفت منظر صعب لا يحتمله بشر وروحت بيه على مستشفى القصر أجروا له إسعافات أولية ثم تم نقله على مستشفى زفتى العام ومن يومها وهو في العناية المركزة والدكاترة قالولي هيتم بتر إيديه الاتنين”.
بدموع حارقة استكمل الأب حديثه قائلا: أنا عاوز أعرف حق ابني أخده منين وأعوضه عن إيديه اللي هتتقطع ازاي، يعني مصنع مهجور ومحجوز عليه من البنك ليه سايبيبن فيه كهربا وهو مفيش فيه شباك ولا باب، حق ابني عند البنك ولا صاحب المصنع ولا شركة الكهربا ولا عند مين؟”.
وتابع ” مين المسئول عن طفل هيكمل حياته كلها من غير إيديه ويا عالم إيه اللي حصله تاني جوه جسمه ولسه ما اكتشفناهوش”.
وناشد الأب المكلوم جميع المسئولين بالوقوف بجانبه وإعطائه حقه ومحاسبة المسئول عن التسيب والإهمال، مشيرا إلى أنه قام بعمل أشعة ب ٨٠٠٠ آلاف جنيه للاطمئنان على الأوعية الدموية.
واختتم حديثه “أنا راجل على الله ومريض أشعة بس بـ ٨٠٠٠ هعمل إيه في باقي العلاج، ومش هسكت عن حق ابني اللي مصيره بين إيدين ربنا، والله لو حكمت هعلق صور ابني على يافطات في كل الشوارع لحد ما أجيب حقه”.