في مثل هذا اليوم 12 مايو، تحل ذكرى وفاة أحد أبرز نجوم السينما المصرية، وهو الفنان الكبير استيفان روستي، ذلك الممثل الذي اشتهر بلقب “الشرير الأرستقراطي”، حيث يعد واحدًا من أبرز الوجوه التي لا يمكن نسيانها في تاريخ السينما المصرية.
لقد قدم العديد من الأدوار التي جسد فيها شخصية الشرير بطابع فريد، حيث كان يجمع بين الشر والكوميديا في أسلوب مبتكر.
نشأة استيفان روستي وبداية مسيرته الفنية
ولد استيفان روستي في القاهرة يوم 16 نوفمبر 1891، حيث نشأ في أسرة متواضعة، ومع بداية اهتمامه بالفن، ظهرت موهبته وهو مازال في مرحلة الشباب.
فخلال دراسته في المدرسة الثانوية كان يستعرض موهبته التمثيلية، رغم أن مدرسين المدرسة قد حذروا من مهنة التمثيل باعتبارها ليست مهنة لائقة في ذلك الوقت.
ورغم هذه التحذيرات رفض روستي أن يبتعد عن التمثيل، لينتهي الأمر بفصله من المدرسة.
وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهته في بداية مشواره، حيث تم طرده من عمله في مصلحة البريد بعدما اكتشفوا أنه يعمل كممثل، إلا أن هذا لم يبعده عن متابعة حلمه، حيث قرر السفر إلى إيطاليا بحثًا عن فرصة لتحقيق طموحاته الفنية.
وفي إيطاليا، بدأ عمله كبائع للتين الشوكي ثم انتقل للعمل كمترجم، ليبدأ في التردد على المسارح الإيطالية، حيث حصل على فرصته للعمل في مجال التمثيل والإخراج أيضًا.
الانتقال إلى مصر ونجاحه في المسرح والسينما
وفي عام 1924، التقى استيفان روستي بالمخرج محمد كريم الذي اقترح عليه العودة إلى مصر والعمل في الفن، وبالفعل عاد روستي إلى مصر حيث بدأت مسيرته الفنية في السينما والمسرح.
في البداية انضم إلى العديد من الفرق المسرحية، وكان من أبرزها فرقة نجيب الريحاني، حيث قدم العديد من الأدوار التي ساهمت في بناء موهبته، ومن أبرز هذه الأدوار كان شخصية “حاج بابا” في المسرحية الشهيرة “العشرة الطيبة”.
استيفان روستي لم يكن فقط ممثلاً، بل كان أيضًا مخرجًا وكاتبًا سيناريو، فقد قام بإخراج أول أفلامه في مصر عام 1927، حيث قدم فيلم “ليلى” الذي كان أول فيلم روائي مصري 100% في إنتاجه وتأليفه وإخراجه وتمثيله، وقد لاقى الفيلم نجاحًا كبيرًا في وقت عرضه.
أعمال استيفان روستي السينما المصرية
تميز استيفان روستي بأداء الأدوار الشريرة، حيث اشتهر بتقديم شخصيات “الشرير الأرستقراطي” أو “المنافق”، ومن أبرز أفلامه التي قدم فيها هذه الشخصيات فيلم “غزل البنات” عام 1949 وفيلم “سلامة في خير” عام 1937، بالإضافة إلى العديد من الأفلام الأخرى التي ما تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور المصري.
لكن على الرغم من تقديمه لأدوار الشر بكفاءة عالية، فقد كان معروفًا بشخصيته المرحة والظريفة خلف الكاميرا، مما جعله يترك بصمة خاصة على الساحة الفنية.
وكان الجمهور يلقبه بـ “الشرير الكوميديان” بسبب قدرته على المزج بين طابع الشر والفكاهة.
مأساة استيفان روستي في نهاية حياته
لكن حياة استيفان روستي لم تكن خالية من المعاناة، ففي السنوات الأخيرة من عمره واجه العديد من الصعوبات المادية والنفسية.
وفي آخر أيامه كان يجلس في أحد المقاهي في القاهرة، يلعب الطاولة مع أصدقائه، حيث شعر فجأة بألم شديد في قلبه، وبالرغم من محاولات أصدقائه نقله إلى المستشفى، إلا أنه توفي بعد فترة قصيرة، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ضخمًا ولكنه لم يكن يملك سوى 7 جنيهات وشيكًا بمبلغ 150 جنيهًا، مما يعكس الحالة المادية الصعبة التي مر بها في أيامه الأخيرة.
إرثه الفني
ترك استيفان روستي وراءه العديد من الأعمال السينمائية التي تعتبر من أبرز الأفلام في تاريخ السينما المصرية، فقد شارك في أفلام مع مجموعة من كبار الفنانين مثل يوسف وهبي وفاتن حمامة، كما أبدع في أعماله المسرحية، والتي لاقت أيضًا إعجابًا جماهيريًا واسعًا.
استيفان روستي في الأعمال الحديثة
ورغم رحيله عن عالمنا منذ أكثر من 60 عامًا، إلا أن الفنان الكبير استيفان روستي لا يزال حاضرًا في ذاكرة السينما المصرية، حيث قدم مجموعة من النجوم شخصيته على الشاشة، من أبرزهم الفنان محمد سليمان الذي جسد شخصية استيفان روستي في مسلسل “الضاحك الباكي”.
كما قام الفنان زياد زعتر بتجسيد أحد أدوار استيفان روستي في فيلم “المليونير”.
اقرأ أيضًا: في ذكرى رحيله الخامسة.. إبراهيم نصر أيقونة الكوميديا وملك الكاميرا الخفية