في مواسم الأعياد، تتزايد حركة السفر بين المحافظات المصرية، ويشهد قطاع السكك الحديدية وقطارات الصعيد ضغطًا كبيرًا نتيجة الإقبال الكثيف من المواطنين على حجز تذاكر القطارات للعودة إلى مساقط رؤوسهم أو قضاء الإجازة مع أسرهم.
أزمة قطارت الصعيد تتفاقم
وفي هذا العام، تفاقمت أزمة القطارات بشكل ملحوظ، حيث بدأت بوادرها منذ فتح باب الحجز، إذ واجه المواطنون صعوبات كبيرة في الحصول على التذاكر سواء من خلال شبابيك المحطات أو عبر التطبيقات الإلكترونية، بسبب نفاد المقاعد فور طرحها وظهور السوق السوداء مجددًا.
وامتدت الأزمة إلى يوم السفر نفسه، حيث عانت المحطات من الزحام الشديد، وسادت حالة من الفوضى داخل القطارات نتيجة التكدس، وتأخر بعض الرحلات، وضعف الرقابة على المقاعد المحجوزة، مما ألقى بظلاله على راحة وأمان المسافرين.
وفي محاولة لتخفيف الضغط وتيسيراً على جمهور الركاب، أعلنت الهيئة القومية لسكك حديد مصر، تشغيل عدد من القطارات المخصوصة، علاوة على القطارات الحالية والإضافية، خلال بعض أيام عطلة عيد الأضحى المبارك، بهدف استيعاب الأعداد المتزايدة من المسافرين.
و لم يكن هذا الإجراء كافيًا لتجنب الأزمة، إذ استمرت حالة الزحام الشديد داخل المحطات وعلى أرصفة القطارات، وعانى الركاب من التكدس وصعوبة إيجاد مقاعد رغم الحجز المسبق، مما أثار استياء عدد كبير من المواطنين الذين اعتبروا أن الإجراءات المُعلنة لم تكن على قدر الحدث ولم تُنفّذ بالشكل المطلوب.
راكب: الأزمة بدأت من يوم الحجز
يقول أحد الركاب خلال حديثه مع “الحرية” “بدأت الأزمة منذ اللحظة الأولى لمحاولتي حجز تذكرة السفر، حيث حاولت مرارًا عبر التطبيق الإلكتروني دون جدوى، إذ كان النظام معطلاً في أغلب الأوقات، وإن عملَ فسرعان ما تنفد التذاكر في ثوانٍ معدودة.
وتابع: وعندما ذهبت إلى المحطة لم أجد تذاكر متاحة، وقيل لي إن الحل الوحيد هو الشراء من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، وبعد أن تمكنت أخيرًا من الحصول على تذكرة، فوجئت يوم السفر بزحام شديد داخل المحطة، وحين وصل القطار كان ممتلئًا تمامًا، ولم يتمكن أحد من الركاب المنتظرين من الصعود
راكب: ما حدث مهزلة بكل معنى الكلمة
قال أحد الركاب، في تصريح خاص لـ “الحرية”: “ما حدث يُعد مهزلة بكل معنى الكلمة، فقد وصل القطار إلى المحطة بينما كنا ننتظر على الرصيف لساعات، ومع ذلك لم يتمكن أحد منا من الصعود، لأن الأبواب كانت مغلقة من الداخل.”
وتابع: “الركاب داخل القطار رفضوا فتح الأبواب بسبب الازدحام الشديد، وكل ذلك جرى أمام أعين موظفي المحطة دون أن يتدخل أحد. تحرك القطار دون أن يصعد أي من المنتظرين، وتركنا جميعًا في حالة من الذهول، غير مصدقين لما جرى أمامنا”.
راكب: اشتريت التذكرة وقعدت على الأرض
وقال أحد الركاب في حديثه لـ “الحرية”: “رغم أنني حجزت تذكرة مسبقًا، لم أستطع الوصول إلى مقعدي. القطار كان مزدحمًا جدًا، والناس واقفة في كل مكان، في الممرات وبين العربات. لم يكن هناك أي نظام، حتى من معه تذكرة لم يتمكن من الجلوس”.
وتابع: “كثيرون جلسوا على الأرض، وآخرون وقفوا طوال الرحلة،ولم أستفد شيئًا من التذكرة التي دفعت ثمنها، وكأننا في وسيلة مواصلات عشوائية، وليس في قطار في قطار حكومي”.
الحكومة تنفي مزاعم الاذدحام وعدم توافر التذاكر
ومن جهته نفى المركز الإعلامي لمجلس الوزراء ما تم تداوله عبر بعض المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي حول عدم توافر تذاكر قطارات السكك الحديدية الخاصة بعيد الأضحى في المحطات وبيعها بالسوق السوداء.
وأكد المركز الإعلامي أن تذاكر القطارات متوفرة بشكل طبيعي ومتاحة في جميع المحطات ونقاط البيع الرسمية، مشيرًا إلى أن خدمة الحجز المسبق تعمل بكفاءة ودون انقطاع، موضحًا أن نظام الحجز الحالي يحد من ظاهرة السوق السوداء، حيث يُسمح لكل راكب بحجز أربع تذاكر فقط باستخدام الرقم القومي الخاص به.
وأشار المركز إلى أنه يتم التصدي بشكل فوري وبالتنسيق مع شرطة النقل والمواصلات لأي محاولة مخالفة تخص حجز التذاكر، مع التأكيد على تشغيل قطارات إضافية بجانب القطارات المجدولة خلال الفترة من 1 وحتى 16 يونيو 2025، وذلك لتخفيف الازدحام وتيسير سفر المواطنين خلال عطلة عيد الأضحى.
وشدد المركز الإعلامي على أن هيئة السكك الحديدية توفر عدة طرق للحصول على تذاكر السفر، منها شبابيك التذاكر المنتشرة في مختلف المحطات، إضافة إلى إمكانية الحجز عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للهيئة، وذلك لتسهيل إجراءات الحجز ومواجهة التكدس أمام شبابيك المحطات.
اقرأ أيضًا: موعد قطار القاهرة الإسكندرية أسوان المكيف والروسي وتالجو والمختلط (قطارات الصعيد)