يعاني العديد من النساء من مشاكل صحية تتعلق بغدة بارثولين، وهي غدة تقع بالقرب من المهبل وتلعب دورًا مهمًا في إفراز السوائل التي تساعد على الترطيب أثناء العلاقة الحميمة،عندما تصاب هذه الغدة بالالتهاب، قد تسبب ألمًا شديدًا وتجلب مشاكل إضافية تعكر صفو حياة المرأة،من بين العلاجات المتداخل بها، يتم استخدام الماء والملح كوسيلة شعبية قد تساعد في تخفيف الالتهاب،في هذا المقال، سنستعرض تأثير هذا العلاج، أسبابه، أعراض الالتهاب، وطرق العلاج المتاحة،كما سنتناول مضاعفات التهاب غدة البارثولين وكيفية الوقاية منه.
الماء والملح لغدة بارثولين
يُعتبر التهاب غدة بارثولين من أشد أنواع الالتهابات إحباطًا في حياة المرأة، حيث يُحدث هذا الالتهاب ألمًا غير محتمل ويؤثر على حياتها اليومية،تسعى كثير من النساء إلى إيجاد طرق للعلاج أو التخفيف من هذه الحالة، ومن أهم هذه الطرق هو النقع في وعاء يحتوي على ماء دافئ وإضافة القليل من الملح،يُعتقد أن هذا العلاج البسيط يساعد في تمزق الكيس الصغير الناشئ في الغدة وتصريفه بشكل طبيعي،إن هذه الطريقة تتطلب تكرار العملية عدة مرات يوميًا، مما يمنح الجسم فرصة للتخلص من الالتهاب.
يُوصى بالاستمرار في هذا العلاج لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أيام، حتى يتم تقييم تأثير الماء والملح على حالة الغدة،من المعروف أن الملح يلعب دورًا هامًا في تطهير المنطقة المصابة، مما يمهد الطريق لتصريف الكيس المصاب بالعدوى خلال فترة العلاج.
أسباب التهاب غدة البارثولين
إن فهم الأسباب التي تؤدي إلى التهاب غدة بارثولين يعتبر خطوة هامة،تحدث هذه الالتهابات بشكل عام نتيجة انسداد القنوات التي تفرز السوائل المرطبة، مما يتسبب في رجوع السوائل إلى الغدة، وبالتالي تشكل كيس أو ورم،وغالبًا ما تكون هذه الأكياس غير سرطانية وتُعرف بالأكياس الحميدة،لكن في بعض الحالات، يضاف إلى ذلك انتشار البكتيريا داخل السائل المترسب، مما يؤدي إلى تفاقم الالتهاب.
تظهر في الحالات المتقدمة مضاعفات تُعرف بالخراج، والذي عند تصريفه، يخرج منه إفرازات قيحية،من الجدير بالذكر أن الكيس قد يتجمع على مدى سنوات قبل أن تظهر له أي علامات واضحة.
تشمل العوامل المؤدية لتفاقم الحالة كل من
- الصدمة الفيزيائية في منطقة المهبل.
- تكرار ممارسة العلاقة الحميمة.
- الفئة العمرية التي تتراوح بين عشرين وثلاثين عامًا.
- العدوى السابقة أو الكيسات المتكررة.
- العمليات الجراحية سواء في المهبل أو الفرج.
أعراض التهاب غدة البارثولين
أحد الأعراض الأكثر شيوعًا للاحتقان هو شعور قوي بالألم في المهبل، خاصة عند ممارسة العلاقة الجنسية أو حتى أثناء القيام بممارسات يومية مثل المشي والجلوس،قد تتسبب المضاعفات المحتملة في شدة تلك الأعراض،تشمل الأعراض الرئيسية الأخرى
- تجمع السوائل تحت الجلد في جانب واحد من المهبل.
- تورم واحمرار في منطقة الخراج.
- شعور بالحرارة في منطقة المهبل.
- ألم شديد يرافق عملية التبول.
- إفرازات ذات رائحة كريهة تأتي نتيجة فتح الخراج ونزول الصديد.
- احتمالية ارتفاع درجة الحرارة في حالات معينة، خاصةً لدى النساء ذوات المناعة الضعيفة.
كيفية علاج التهاب غدة البارثولين
بعد استعراض تأثير الماء والملح على غدة بارثولين، يجب التنويه إلى وجود خيارات علاجية أخرى،تتعدد طرق العلاج، منها
أولًا العلاج الطبي
من المهم زيارة الطبيب عند ظهور الأعراض، حيث يمكن أن يتطلب الأمر تصريف الخراج بشكل جراحي يتضمن خطوات مثل
- شق كيس بارثولين الملتهب بحجم 1-2 سم لتصريف السوائل.
- غسل منطقة المهبل بمحلول ملحي لتطهيرها.
- إدخال أنبوب قسطرة في الخراج.
- ترك القسطرة لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع، حتى التأكد من تصريف السوائل تمامًا.
- إزالة القسطرة بعد فترة العلاج.
في بعض الحالات، قد يُوصى باستخدام المضادات الحيوية، وفي حالات أكثر تقدمًا يمكن أن يُستأصل الغده بالكامل،كما يمكن تصريف الخراج عن طريق عملية فتحه ثم خياطة الجلد بطريقة تسمح بتصريف السوائل الزائدة.
ثانيًا العلاج المنزلي
ينبغي أن يُعتبر العلاج المنزلي وسيلة مكملة فقط لتخفيف الأعراض وليس بديلًا للزيارة الطبية،تشمل الخيارات
- تناول المسكنات مثل الأيبوبروفين لتخفيف الآلام.
- الاستحمام في ماء دافئ لمدة 10-15 دقيقة، حيث يُنصح بتكرار ذلك 3-4 مرات يوميًا.
- استخدام الكمادات الدافئة لتخفيف الألم.
- استخدام زيوت طبيعية مثل زيت الخروع وخل التفاح وزيت شجرة الشاي لمساعدتها في تهدئة المنطقة المصابة.
الوقاية من التهاب غدة البارثولين
يسعى الكثيرون لتجنب التهاب غدة بارثولين باتباع إجراءات وقائية،من النصائح الهامة للوقاية تحسين الرعاية الذاتية التي تشمل
- فحص دوري للأمراض المنقولة جنسيًا.
- عدم حبس البول لفترات طويلة.
- الحفاظ على نظافة المنطقة الحساسة دون الإخلال بالتوازن الميكروبي.
- شرب كميات كافية من السوائل.
- تناول المكملات الغذائية التي تدعم الصحة العامة.
- استخدام الواقي الذكري خلال الجماع.
مضاعفات التهاب غدة البارثولين
بخلاف الأعراض المزعجة، قد يكون لالتهاب غدة بارثولين مضاعفات تتطلب اهتمامًا طبيًا سريعًا،من أخطر هذه المضاعفات هو انتشار العدوى إلى مجرى الدم، مما يمكن أن يؤدي إلى تسمم الدم، وهي حالة خطيرة قد تهدد حياة الشخص،لذا، من الضروري التوجه إلى طبيب مختص عند ملاحظة أي أعراض غير معتادة.
إن العلاج بالماء والملح لغدة بارثولين يُعتبر وسيلة شائعة وفعّالة ولكن لا ينبغي التغاضي عن ضرورة استشارة الأطباء المتخصصين عند مواجهة أي نوع من أنواع الالتهاب،فالتعامل السليم مع هذه الحالة يُعد خطوة حاسمة في الحيلولة دون المضاعفات المحتملة التي قد تعود بالسلب على صحة المرأة.