كتب: شريف سمير
سلاح ذو حدين، تنطبق المقولة الشهيرة المأثورة على الإنترنت الذي تحول إلى غاية وليس وسيلة للسعادة والاستقرار، وعلى الرغم من كل فوائد هذه الأداة الإلكترونية في العصر الرقمي، صارت الكلمة مصحوبة بمخاطر جسيمة علي الأطفال، تجسدت كل يوم في التنمر الإلكتروني وخطاب الكراهية والمحتوى العنيف، إلى جانب الرسائل التي تحرض على إيذاء النفس وتصل إلي الانتحار، فضلا عن خطر الانضمام إلي التجنيد من قبل الجماعات الإرهابية.
وتطورت وسائل الاتصال الحديث، وزحفت على البيوت والمقاهي وشاشات الهاتف المحمول في أيدي الكبار والصغار معا لتتجرد المنصات الرقمية من كونها وعاء لنقل المعلومات إلي تربة خصبة لترويج الكراهية ونظريات المؤامرة ذات التأثير الضار على الأطفال والشباب.
وكشفت منظمة الامم المتحد للطفولة “اليونيسيف” أن أكثر من ثلثي الشباب عبر 30 دولة، أعلنوا تعرضهم للتنمر عبر الإنترنت، إذ يتخلى شاب من بين كل 5 شباب عن المدرسة بسبب وقوعه ضحية ذلك.
وأوضحت المنظمة أن عام 2023 شهد استخدام 79% ممن أعمارهم بين 15 و 24 عاما لمنصات التواصل عبر الإنترنت، مقارنة بنسة 65 % من بقية سكان العالم.
ووفقا للإحصائيات الرسمية، يقضي الأطفال وقتا أطول على الإنترنت أكثر من أي وقت مضى وبنسبة متزايدة، إذ يستخدم أكثر من 175 ألف طفل شبكة الإنترنت للمرة الأولى في كل يوم، بمعدل طفل جديد كل نصف ثانية.
ومؤخرا بدأت شركات التكنولوجيا انتهاك خصوصية الأطفال بهدف جمع البيانات لأغراض التسويق، مما يجعل هذه الفئة من المستخدمين عرضة للخطر، فالتسويق الذي يستهدف الأطفال من خلال التطبيقات، والوقت الطويل الذي يمضونه أمام الشاشة يضر بالنمو الصحي للطفل.
وشهدت السنوات الماضية انتشار ظاهرة “ألعاب الموت” التي جرى تصميمها لجذب أكبر عدد ممكن من الشباب والأطفال، لما تقدمه من متعة وقدرة على إدخالهم في حالة من الغموض والإثارة أثناء استخدامها، فضلا عن وجود بعض التطبيقات التي قادت العديد من الفتيات المراهقات والأطفال للوقوع كضحايا لعمليات الاغتصاب والابتزاز والتعذيب النفسي والبدني، بل تعدى الأمر ليصبح مهددا مباشرا لحياة مستخدميه، الأمر الذي يستوجب الالتفات له والتعامل معه بجدية من قبل الحكومات ومنظمات المجتمع المدني.