رغم الضبابية التي تُخيم على قرارات واشنطن الأخيرة، أكد الاتحاد الأوروبي أنه لا يزال متمسكًا بموقفه الثابت بشأن إلغاء الرسوم الجمركية المتبادلة، خاصة على السلع الصناعية، في إطار مساعيه لإعادة التوازن للعلاقات التجارية عبر الأطلسي.
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز: “نهجنا لم يتغير، وسنواصل الاجتماعات الفنية والسياسية مع الجانب الأمريكي كما هو مخطط لها الأسبوع المقبل”.
رسوم ترامب تعود مؤقتًا.. وتربك المشهد
وفي تطور جديد أعاد التوتر إلى الواجهة، قضت محكمة استئناف أمريكية بإعادة العمل مؤقتًا بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بعد أن كانت محكمة تجارية قد ألغتها في وقت سابق بدعوى أنها تجاوز للسلطات الرئاسية.
هذا القرار زاد من تعقيد موقف الإدارة الأمريكية الحالية، في وقت يُحاول فيه الاتحاد الأوروبي الحفاظ على استقرار العلاقات التجارية وتقديم نفسه كشريك تجاري موثوق ومستقر.
مفاوضات مستمرة.. لكن بشروط
في سياق متصل، أوضح مسؤولون أوروبيون أن الاتحاد منفتح على مناقشة بعض الحواجز التجارية غير الجمركية مع واشنطن، لكنهم شددوا على أن هناك خطوطًا حمراء لن يتم التفاوض عليها، مثل الضريبة الرقمية وضريبة القيمة المضافة، وكذلك معايير السلامة الغذائية الأوروبية الصارمة.
وقال ماروش شيفتشوفيتش، مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، إنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع وزير التجارة الأمريكي هوارد لَتنك، مؤكدًا عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”: “نستثمر كل طاقتنا في الوصول إلى حلول مستدامة وسنُبقي قنوات الحوار مفتوحة دائمًا”.
أوروبا تبحث عن استقرار.. وسط غموض أمريكي
من جانبهم، يرى مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن التقلبات القانونية داخل الولايات المتحدة تمنح بروكسل ورقة ضغط إضافية، خاصة وأن هذه الأحكام القضائية تؤيد وجهة النظر الأوروبية بأن رسوم أبريل لم تكن مبررة قانونًا أو تجاريًا.
وقال أحد كبار المسؤولين الأوروبيين: “الكلمة المفتاحية الآن هي الغموض، فلا أحد يعلم ما سيكون عليه وضع الرسوم الجمركية الأسبوع المقبل، فضلًا عن الشهر المقبل”.
واختتم المسؤول تصريحه قائلًا: “إذا كنت تبحث عن بيئة تجارية مستقرة وقائمة على القواعد، فإن أوروبا تظل الوجهة المثالية”.
