يواصل الاحتلال الإسرائيلي اجتياحه الموسع على مدن الضفة الغربية، وتحديدًا مدينة ومخيم جنين لليوم الخامس على التوالي منذ فجر الأربعاء الماضي، واقتحم مئات الجنود بالأليات العسكرية والدبابات مدن شمال الضفة الغربية مدعومين بغطاء جوي وقوات كبيرة، وتعد هذه عملية الاجتياح الأكبر منذ عملية السور الواقي عام 2002، كما يحاصر الاحتلال المستشفيات في المدن الثلاث ويمنع تحرك عربات الإسعاف، ويسد مداخل المستشفيات بالسواتر الترابية، بجانب إغلاق مداخل كامل مدينة جنين ومخيمها، وهو ما أسفر حتى الأن عن مقتل وإصابة واعتقال عشرات الفلسطينيين في مدن الضفة، بالإضافة إلى نزوح عشرات العائلات الفلسطينية من الحي الشرقي بمدينة جنين بعد مداهمات الاحتلال للشوارع و المنازل والبنية التحتية وجرف المحلات التجارية.
وهذا الاجتياح الإسرائيلي يعيد إلى الأذهاب بحسب خبراء، مخطط الاحتلال لإخلاء الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين منها، على غرار ما يحدث في قطاع غزة من تهجير وتدمير، بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية في مدن الضفة، وإعادة تسكين الفلسطينيين في مناطق أضيق وأصغر حجمًا ليسهل السيطرة عليهم، بجانب الاستيلاء على مساحات شاسعة من أراضي ومنازل الفلسطينيين لهدمها ويناء مستوطنات عليها، وإعادة ربط المستوطنات في الضفة وحولها ببعضها البعض، ويظهر لك من تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إلى إخلاء الضفة الغربية، ومطالبته بإبادة مدن وسكان الضفة الغربية كما حدث ولايزال في قطاع غزة، وهو ما استنكرته وحذرت منه حركة المقاومة الإسلامية حماس، ونبهت إلى نوايا جيش الاحتلال في ارتكاب جرائم وانتهاكات على غرار حربه الوحشية في قطاع غزة، وضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، وتهجير السكان من مناطقهم السكنية، للحيلولة دون إمكانية إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وإنهاء الوجود الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
وأدانت مصر عبر وزارة الخارجية اليوم الأحد، استمرار الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتي أدت لاستشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين على مدار الأيام الماضية، واستنكرت مصر بشدة السعي الإسرائيلي المستمر لتوسيع رقعة المواجهات داخل الأراضى الفلسطينية، بما فى ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية، والإمعان فى استخدام القوة العسكرية المفرطة وعمليات القتل غير القانونية وتجريف الطرق وتدمير البنية التحتية المدنية والمنازل، بالإضافة إلى عمليات الاعتقال وما يصاحبها من تعذيب، وجددت مصر تحذيرها من مخاطر سياسة الأرض المحروقة، والتى تستهدف تقويض كل مقومات الدولة الفلسطينية المستقبلية والقضاء على ما يتبقى من أمل للشعب الفلسطينى لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على حدود يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، مطالبةً الأطراف المؤثرة فى المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، بموقف حازم يوقف تلك الممارسات غير الشرعية، ويوفر الحماية للشعب الفلسطينى فى الأراضى المحتلة.
وقال السفير أشرف حربى، مساعد وزير الخارجية الأسبق ومدير مركز الخليج للدرسات الاستراتيجية سابقًا، أن التطور الذي يحدث في الضفة الغربية والاجتياح الإسرائيلي لمدن الضفة منذ فجر الأربعاء الماضي، هو أولًأ عملية تسكين للموقف والضغط الدولي على اسرائيل لوقف العدوان والقصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وثانيًا لإفراغ مدن الضفة الغربية من سكانها تمهيدا لخطة موسعة على مراحل من أجل قوقعة وضغط الشعب الفلسطيني ووضعه في أماكن صغيرة في غزة والضفة.
وأشار السفير السابق في تصريح لـ”الحرية”، أن الاحتلال يسعى لتفريغ الكثير من المساحات في الضفة الغربية لزيادة بناء المستوطنات، مضيفًا أن الاحتلال يريد وأد الالمقاومة في الضفة حتى تصل لقوة المقاومة لما كانت عليه في غزَّة قبل عملية طوفان الأقصى.
وأوضح أن الهجوم الحالي على مدن الضفة بهدف إلى تغيير جغرافية الضفة الغربية وتحديد مواقع وأماكن الفلسطينيين في المستقبل، ليكون لإسرائيل حرية في بناء مستوطنات أكبر بالضفة وربط المستوطنات ببعضها البعض، ونوه حربي إلى نويا الاحتلال في استخدام اجتياح الضفة حاليًا لفك الضغوط الدولية، وصدها عن الحكومة بالخروج بالضفة إلى السطح وإبعاد التركيز عن الأوضاع في غزة.