في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه العملية التعليمية، تسعى وزارة التربية والتعليم عبر مديرياتها في المحافظات المختلفة إلى تعزيز الانضباط المدرسي وضبط منظومة الحضور والغياب، خاصة لطلاب المرحلة الثانوية. يأتي هذا في إطار رؤية شاملة لتحقيق العدالة في تقييم الطلاب، وضمان تكافؤ الفرص التعليمية. وقد أصدرت المديريات التعليمية في محافظات الفيوم، بني سويف، المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، الوادي الجديد، والبحر الأحمر تعليمات حاسمة بشأن التعامل مع غياب طلاب الثانوية العامة للعام الدراسي الحالي 2024/2025، مراعية في ذلك البعد الإنساني للطلاب، مع ضمان جودة العملية التعليمية.
وفي هذا التقرير نفرد توجيهات مهمة من « مديريات التعليم» بعيد بشأن غياب طلاب الثانوية ودخول الامتحانات خلال السطور التالية:
بين الغياب والانضباط، التعليم يبني مستقبل مصر
بين جبال الصعيد وتاريخه العريق، تسعى المديريات التعليمية محافظات صعيد مصر إعادة صياغة مشهد الانضباط المدرسي في المرحلة الثانوية، ضمن إطار رؤية وطنية تهدف إلى تحسين جودة التعليم ومواكبة التحديات. في هذا السياق، أصدرت المديريات توجيهات حاسمة بشأن التعامل مع غياب الطلاب، مؤكدين أن الانضباط ليس مجرد التزام بالحضور، بل ركيزة أساسية لبناء أجيال قادرة على مواجهة المستقبل.
ففي مدارس الصعيد والبحر الأحمر، يتجلى الحزم في أبهى صوره، ليحمل رسالة سامية: التعليم أمانة ومسؤولية تُبنى على العدل والانضباط، لتكون مدارسنا منارة للأجيال القادمة.
تفاصيل التوجيهات الصادرة عن مديريات التعليم
تغيب الطلاب بعذر مرضي أو قهري
أكدت المديريات التعليمية أن الطالب الذي يتغيب عن الدراسة بسبب عذر مرضي أو قهري يُسمح له بتقديم المستندات الرسمية المعتمدة لإثبات ذلك، وفق الآلية التالية:
تقديم المستندات
يتقدم الطالب أو ولي أمره بالأوراق المطلوبة إلى المدرسة المقيد بها الطالب.
تشمل المستندات تقريرًا طبيًا معتمدًا من جهة صحية رسمية، أو مستندًا قانونيًا يوضح طبيعة العذر القهري.
المراجعة والاعتماد
تُراجع الأوراق المقدمة من قِبل قسم التعليم الثانوي في الإدارة التعليمية.
تُسلم المستندات إلى المديرية التعليمية لفحصها من قِبل لجنة مختصة تتألف من إدارات شئون الطلبة، الامتحانات، التعليم الثانوي، والشئون القانونية.
حق الطالب في الامتحانات
يُسمح للطالب المتغيب بعذر معتمد بأداء الامتحانات في جميع المواد، مع احتساب الدرجة الكاملة لكل مادة، وفقًا للقرار الوزاري رقم 138 لسنة 2024.
تغيب جزئي خلال العام الدراسي
في حالة تغيب الطالب عن جزء من العام الدراسي بعذر مقبول، يتم التعامل مع حالته كالتالي:
قبول العذر
يُقبل عذر الطالب فيما يتعلق بالغياب فقط.
يستمر قيده كطالب منتظم بالمدرسة.
الاستثناءات
يُحرم الطالب المتغيب من الحصول على درجات أعمال السنة، التي تشمل:
درجات السلوك والمواظبة.
تقييمات الاختبارات الشهرية.
الكراسات والواجبات.
الإجراءات الإدارية والتنظيمية
تجمع المستندات المؤيدة للأعذار من المدارس عبر قسم التعليم الثانوي بالإدارات التعليمية.
تُسلم المستندات إلى المديريات التعليمية المعنية لفحصها واعتمادها.
تُشكل لجنة مختصة في كل مديرية للتأكد من صحة المستندات وضمان عدم إساءة استغلال الأعذار.
انعكاسات القرار في المحافظات
الفيوم وبني سويف: دعم مجتمعي واسع
أكد أولياء الأمور في الفيوم وبني سويف أن هذه التوجيهات تعكس توازنًا بين الحزم والمرونة. يقول محمد عبد الله، ولي أمر من الفيوم: “هذا القرار يضمن العدالة بين الطلاب، خاصة في الحالات المرضية والقهرية، ويشجع على الالتزام بالحضور.”
المنيا وأسيوط: مطالب بالتشديد على المراقبة
في المنيا وأسيوط، أبدى بعض المعلمين مخاوفهم من إمكانية استغلال القرار. يقول أحمد رمضان، معلم بإحدى مدارس أسيوط: “علينا التأكد من جدية الأعذار المقدمة؛ لأن تساهلًا بسيطًا قد يؤدي إلى ضعف الانضباط المدرسي.”
سوهاج وقنا والأقصر: ترحيب وإشادة بالتنظيم
في سوهاج وقنا والأقصر، أشاد المسؤولون التعليميون بآلية المراجعة الجديدة للأعذار. يقول مدير تعليم قنا: “التوجيهات تُظهر حرص الوزارة على مصلحة الطلاب دون الإخلال بالعملية التعليمية.”
أسوان والوادي الجديد والبحر الأحمر: انضباط ودعم للتحصيل الدراسي
أكدت مديريات التعليم بأسوان والوادي الجديد والبحر الأحمر أن هذه التوجيهات تمثل خطوة إيجابية لتعزيز الالتزام المدرسي، مع توفير بيئة مرنة للطلاب الذين يواجهون ظروفًا استثنائية.
أهداف القرار
وأكدت مدريات التربية والتعليم بصعيد مصر أن القرار الوزاري رقم 138 لسنة 2024 له أهداف سامية تتمثل في:
تحقيق العدالة التعليمية
إتاحة الفرصة للطلاب المتغيبين بعذر لاستكمال دراستهم دون إجحاف.
ضمان الانضباط المدرسي
تشجيع الطلاب على الانتظام بالحضور لتجنب خسارة درجات أعمال السنة.
تعزيز النزاهة والشفافية
وضع آلية صارمة لفحص المستندات ومنع أي استغلال.
التحديات المحتملة
وأفادت مديريات التربية والتعليم بصعيد مصر بأن هذا القرار الوزاري يكتنفه بعض التحديات المحتملة مستقبليًا تتمثل في:
احتمالية زيادة الأعباء الإدارية على المديريات التعليمية في فحص الأعذار واعتمادها.
ضرورة الرقابة المستمرة لضمان عدم التلاعب بالمستندات المقدمة.
التعليم أمانة ومسؤولية مشتركة.
فبين الغياب والحضور، ترسم مديريات التعليم في الفيوم، بني سويف، المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، الوادي الجديد، والبحر الأحمر معادلة دقيقة لضمان انضباط العملية التعليمية دون الإضرار بحقوق الطلاب.