أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم، عن قيامه بعملية عسكرية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية أسفرت عن تصفية قائد خلية الجهاد في جنين، وذكر الجيش في بيان له أن القيادي الذي تم استهدافه كان مسؤولاً عن تخطيط وتنفيذ “عدد كبير” من العمليات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية.
أوضح البيان الصادر عن الجيش الإسرائيلي أن العملية استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة، وأن قوات خاصة نفذت مداهمة “محددة الهدف” في جنين، وخلال العملية، وقعت اشتباكات مسلحة بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين، أسفرت عن مقتل القيادي المستهدف. وأكد الجيش أنه سيقدم المزيد من التفاصيل حول العملية وهوية المستهدف في وقت لاحق.
ردود فعل أولية وتصاعد التوتر
من جانبها، لم تصدر حركة الجهاد الإسلامي حتى الآن أي تعليق رسمي يؤكد أو ينفي نبأ تصفية أحد قادتها في جنين. ومع ذلك، أفادت مصادر فلسطينية محلية بوقوع اشتباكات عنيفة في مخيم جنين تزامناً مع العملية الإسرائيلية، مشيرة إلى سماع أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف.
من المتوقع أن تؤدي هذه العملية إلى تصاعد التوتر في الضفة الغربية، خاصة في منطقة جنين التي تعتبر معقلاً للفصائل الفلسطينية المسلحة وشهدت في الأشهر الأخيرة تصاعداً في وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية والاشتباكات مع الفلسطينيين.
سياق متصاعد من العنف
تأتي هذه العملية في سياق متوتر تشهده الضفة الغربية منذ فترة طويلة، حيث تتزايد حدة المواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي والمستوطنين. وقد نفذ الجيش الإسرائيلي العديد من العمليات المشابهة في جنين ومناطق أخرى، مستهدفاً ناشطين فلسطينيين يقول إنهم يشكلون تهديداً أمنياً، في المقابل، تتهم الفصائل الفلسطينية إسرائيل بتصعيد عملياتها العسكرية والاعتداء على المدنيين، مؤكدة أن هذه العمليات لن تثني الفلسطينيين عن “مقاومة الاحتلال”.
استمرار العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها وسط تدهور الأوضاع الإنسانية
وتتواصل لليوم الـ110 على التوالي العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة على مدينة جنين ومخيمها الواقعين شمال الضفة الغربية المحتلة، مخلفةً وراءها أوضاعاً إنسانية متدهورة وتحديات جمة تواجه السكان المدنيين. ورغم الدعوات المتكررة من منظمات دولية وحقوقية لوقف التصعيد، تصر قوات الاحتلال الإسرائيلي على استمرار عملياتها تحت مبررات أمنية، مما يزيد من معاناة الأهالي ويؤجج حالة الاحتقان في المنطقة.
استمرار العدوان الإسرائيلي المتصاعد على المدينة
أكدت “اللجنة الإعلامية في مخيم جنين” على استمرار العدوان الإسرائيلي المتصاعد على المدينة ومخيمها، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال تواصل عمليات المداهمة والتدمير الممنهج للبنية التحتية والمنازل. وأوضحت اللجنة في بيانات متلاحقة أن وتيرة الاقتحامات لم تهدأ وأن آليات الاحتلال تواصل تجريف الطرق وتدمير شبكات المياه والكهرباء، بالإضافة إلى استهداف المنازل بشكل مباشر وغير مباشر، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين ويحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق في ظل استمرار الحصار والقيود المشددة على الحركة.
ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل المخيم
أفادت “اللجنة الإعلامية في مخيم جنين”، في بيان صدر عنها اليوم الجمعة، بتصعيد خطير في ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل المخيم والمدينة، حيث أشارت إلى قيام القوات بتحويل مدرسة الإناث التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” إلى ثكنة عسكرية، مما يمثل انتهاكاً صارخاً لحرمة المؤسسات التعليمية والإنسانية. وفي سياق متصل، لفت البيان إلى تصاعد كثيف لألسنة الدخان بالقرب من مسجد “الأسير” الواقع داخل المخيم، مرجحةً أن يكون ذلك نتيجة قيام قوات الاحتلال بإشعال النيران في محيط المسجد، الأمر الذي يثير مخاوف جدية بشأن سلامة دور العبادة والممتلكات المدنية في ظل استمرار العمليات العسكرية.
هدم 600 منزل بشكل كامل وتسويتها بالأرض
أوضحت “اللجنة الإعلامية في مخيم جنين” كذلك أن قوات الاحتلال تفرض حصاراً شاملاً وإغلاقاً محكماً على المخيم، مما يعيق حركة السكان ويمنع النازحين قسراً من العودة إلى منازلهم التي أجبروا على تركها جراء العمليات العسكرية المستمرة. وفي سياق الخسائر المادية الفادحة التي لحقت بالمخيم، كشفت اللجنة عن إحصائيات مروعة تشير إلى هدم 600 منزل بشكل كامل وتسويتها بالأرض، بالإضافة إلى تدمير جزئي أو كلي لـ 3250 وحدة سكنية أخرى، مؤكدة وجود تهديد جدي يلوح في الأفق بهدم 93 مبنى سكنياً إضافياً، الأمر الذي ينذر بتفاقم أزمة السكن وتشريد المزيد من العائلات في ظل هذا العدوان الممنهج.
توقف تام للمدارس والخدمات الصحية
ووفقًا للبيان، فإن عدد النازحين جراء العدوان تجاوز 22 ألف شخص من المخيم والمناطق المحيطة، فيما بلغ عدد الشهداء 43 فلسطينيا، واعتقل الاحتلال 342 فلسطينيًا آخر، كما تسبب العدوان في انقطاع المياه والكهرباء، ونقص حاد في المواد الغذائية، وتوقف تام للمدارس والخدمات الصحية، وأوضحت اللجنة، أن قوات الاحتلال نفذت 959 مداهمة للمنازل، و15 عملية قصف جوي استهدفت المخيم والمناطق السكنية، واختتمت اللجنة الإعلامية بيانها بالدعوة إلى مواصلة فضح انتهاكات الاحتلال، وتقديم الدعم العاجل للنازحين في ظل الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه المخيم.