- شركات روسية تدير مراهنات الرياضة في مصر.. ورشاوي للاعبين مقابل خسارة المباراة
- رشوة «تفويت الماتش» من 30 إلى 60 ألف للاعب.. ومكافآت مجلس الإدارة مفاجأة
- نائب رئيس أحد الأندية الرياضية: تلقيت عرضًا برشوة من شركة مراهنات مقابل «الهزيمة بسيناريو»
- النتيجة قبل الصفارة آخر سيناريوهات لقاء الألومنيوم وطامية والأخير
بعيدًا عن عشق المليارات لكرة القدم باعتبارها مصدر البهجة والسعادة والإثارة الأكبر في العالم، وبعيدا عن المنافسة القوية في الدوريات العالمية، هناك وجه آخر وعالم سفلي آخر لكرة القدم، وجه يسيطر عليه الفساد والمراهنات وسماسرة المال المشبوه، وفي هذا التحقيق تكشف «الحرية» إحدى أذرع مافيا المراهنات في كرة القدم المصرية، وكيف تسللت سماسرة المراهنات إلي المستطيل الأخضر والأندية الكبرى.. ونعد بالمزيد.. إليكم التفاصيل:
مع وجود إعلان لموقع مراهنات 1xBet، وهو موقع تابع لوكالة مقامرة ومراهنات رياضية ومحظور قانونا، في قلب ستاد القاهرة خلال مبارتين للأهلي، الأولى مع إنبي في الدوري المصري، والثانية مع الوداد في نهائي دوري أبطال إفريقيا، كان هذا طرف الخيط الذي بدأت منه «الحرية» رحلتها في البحث عن جذور قصة المراهنات الرياضية في مصر.
كذا توغل موضوع المراهنات في الأندية المصرية، خاصة في دوري مجموعات أندية الصعيد، لكن الأخطر فيما أسسته شركات أجنبية – روسية بالتحديد، من سوق سوداء جديدة، لكن هذه المرة في الرياضة؛ تعرض من خلال «بعض السماسرة» رشاوي على لاعبي دوري المجموعات مقابل ترك المباراة، ليفوز فيها الفريق الذي وقع عليه الرهان.
30 ألف رشوة للاعب
من قنا خرج عرض أحد سماسرة المراهنات الرياضية – رشوة بـ 30 ألف جنيه – لـ لاعب كرة القدم في نادٍ رياضي بالدوري الممتاز ب بالمحافظة الجنوبية؛ مقابل «خسارة الماتش» بسيناريو معين تحدده شركة المراهنات.
فيما كشف نائب رئيس مجلس إدارة أحد الأندية في الصعيد في تصريحات لـ «الحرية»، وجود تواصل معه مما أسماهم سماسرة المراهنات الرياضية الروسيين.
وبين أن أعضاء مجالس إدارات في أحد الأندية الرياضية بالدوري الممتاز متورطون في بيع المباريات، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 7 لقاءات رياضية بيعت بنظام المراهنات خلال الموسم السابق لنفس النادي.
الموضوع بيكسّب
«الموضوع بيكسب ومصلحة كبيرة لينا، لو هتعرف تجيب لاعيبة معاك أكتر فلوسك هتزيد، هما 30 ألف، وأنت 40 ألف».. هذه الكلمات وردت في مهاتفة حصلت عليها «الحرية» من سمسار مراهنات لـ أحد لاعبي الأندية الرياضية، متفاوضًا معه عن تفاصيل الخسارة بنتيجة معينة لصالح مجموعة من الأجانب الروس المسؤولين عن شركات المراهنات الرياضية، والتي تتحصل على أضعاف المبالغ من وراء ذلك.
عقب هذه المكالمة رصدنا واقعة مراهنات في مباراة طامية والألومنيوم بـ مجموعة الصعيد لدوري الدرجة الأولى لكرة القدم في الموسم السابق، اتفاقا على نهاية المباراة بنتيجة 3-1، وهو ما حدث.
سينما كرة القدم
ويروي عضو مجلس إدارة نادي شهير مفضلا عدم ذكر اسمه لـ «الحرية»، تفاصيل «عملية المراهنة»، قائلا: تتلخص العملية في تواصل وسطاء هذه الشركات مع أحد أفراد مجلس إدارة النادي أو المدرب أو كابتن الفريق، بطلب استقطاب بعض اللاعبين؛ لمعاونته على إخراج المباراة بنتيجة محددة سلفًا، كما لو أنها فيلم في السينما، وهو ما أوصل كرة القدم لأسوأ مستوياتها منذ عقود.
ويضيف: تتحدد هوية الفريق المنتصر أو المنهزم لقاء مبالغ مالية، كما تُحدد النتيجة وعدد الأهداف بشكل درامي لتصعب التوقعات وتزداد حماسة؛ وللأسف تورطت عديد الأندية في الممتاز «أ»، وكذلك الممتاز «ب»، وطالت هذه الاتفاقيات أندية جماهيرية في صعيد مصر؛ فضلا عن تورط عديد اللاعبين بتسجيلات صوتية بيعت فيها أو افتعلت «صنعة كرة القدم».
ويواصل: ويصل أحيانا المقابل المادي للاعب في الدوريات الفقيرة لـ 50 – 60 ألف جنيه؛ قبل نصيب أعضاء مجالس الإدارات «المفاجأة» على حد تعبيره.
ويؤكد المصدر أن هناك 3 أفراد في محافظة قنا، هم حلقة الوصل مع شركات مراهنة روسية، على رأسهم شاب يدعى أ.ر، لاعب سابق في نادي قنا الرياضي، وهو صاحب التسجيلات الصوتية، ورغم تقدم بلاغات للنيابة، لا زال يمارس دوره كوسيط بين الشركة ولاعبي الكورة.
لماذا ينفي اتحاد الكرة وجود مراهنات؟
ورغم ذلك ينفي اتحاد كرة القدم المصري، قائلا خلال تصريحات سابقة: «الدوري المصري خالٍ تماما من المراهنات، ومصر ليست ضمن الدول التي تُجرى فيها مثل تلك العمليات».
بينما يؤكد أسامة إسماعيل، مدير الإعلام في الاتحاد المصري لكرة القدم: «قطعا لا توجد مراهنات، لا في الدوري ولا مبارياته ولا أنديته، وبالتأكيد المنتخبات»، مشددًا: «الجهات المعنية في الدولة أقرت عدم العمل بالمراهنات».
قانوني: المراهنات الرياضية مُجرَّمة قانونًا
من جانبه يقول القانوني حسين هريدي نائب رئيس حزب العدل: «ليس مصرحا بمواقع المراهنات في مصر، ولكن أغلب تلك المواقع تجري عمليتها من الخارج، ولا يسمح لهم بإعلان رسمي داخل القنوات الرسمية، وإذا حدث خالف موقع أو قناة يؤخذ ضدهما إجراءات قانونية».
ويؤكد: «المراهن مدان طبقا لنص المادة 352 عقوبات»، متابعا: «وطبعا عشان دي جرائم إنترنت هتخضع المحاكم الاقتصادية”.
وان إكس بت.. من السر للعلن
بدأت شركة «وان إكس بت» نشاطها من كازينو صغير يستهدف المواطنين الروس، ثم أدرجت على القائمة السوداء للعديد من دول العالم، بعد مقاضاتها في أكثر من مرة، كما قيد الوصول إلى موقعها في بلدان عدة، أبرزها روسيا المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، إسبانيا فرنسا إيطاليا، سويسرا ، “إسرائيل”، بوركينا فاسو.
فيما يظهر إعلان الشركة الشهيرة الآن على سور ستاد القاهرة، وتلعب المراهنات الرياضية فصلا جديدا من السر إلى العلن، إذ لإن الشركة المذكورة مدرجة على القوائم السوداء لما لها لديها من تاريخ طويل في الانتهاكات القانونية بدول عدة، ما دفع بعض الحكومان لتقييد موقعها أو حجبه.
وان إكس بت.. من المدرج للبيت
«خسرت أكثر من 7 آلاف جنيه».. بهذه الكلمات وصف إيهاب.ع، أحد ضحايا موقع «وان إكس بت»، خسارته في المقامرات الرياضية، إذ إن هناك طريقة جديدة لمقامرة المتفرج أيضا، من البيت، لافتا: «مش لازم تكون لاعب كرة، أنا بستخدم تطبيق الموبايل وبلعب من خلاله وبكسب وبخسر، بس بخسر أكتر، ومكنتش لوحدي، وليا زمايل كتير خسروا مبالغ أكبر، واللعبة منتشرة جدا».
ويوضح إيهاب لـ «الحرية» تفاصيل الرهان على الموقع: «نقامر من خلال خطوات مختصرة، أولها نضع مبلغا ماليا مع توقع نتيجة المباراة، وفي حالة فوز الفريق الأضعف تتضاعف المكاسب، ثم نراهن على توقعات عدد الأهداف المسجلة، وكذا الشباك النظيفة، ما يعمق شكل ومبلغ المقامرة الذي يلوح بغنيمة كبيرة حال أصابت التوقعات».
واستقطبت شركة «وان إكس بت» أعدادا لا حصر لها من الأطفال والشباب برعايتها لنوادٍ رياضة عالمية على غرار ليفربول وتشيلسي وبرشلونة، بالإضافة إلى توسعها لرعاية الدوري الإيطالي، فضلًا عن عدد لا بأس به من المسابقات التي يشرف عليها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، كذا حصلت على حقوق تمثيل رياضات أخرى؛ ثم وضعت أمامهم تطبيقات للمراهنات اليومية على نتائج كل مباراة محلية وغير ذلك.