لطالما عُرف العسل بفوائده الصحية المتعددة عبر التاريخ، حيث استُخدم على نطاق واسع في الطب التقليدي والبديل لأغراض علاجية متنوعة، بدءًا من التئام الجروح والحروق وصولًا إلى تعزيز الصحة العامة للجسم.
ورغم تعدد أنواع العسل، إلا أن خبراء الصحة يُشددون على أن العسل الخام غير المبستر يُقدم فوائد فريدة، كونه يحتفظ بعناصره الغذائية ومركباته المفيدة التي قد تُدمر بالحرارة العالية خلال عملية البسترة.
فوائد العسل الفريدة
يُعد العسل مستودعًا غنيًا بالمعادن والفيتامينات الأساسية التي يحتاجها الجسم، بما في ذلك الحديد، الزنك، الكالسيوم، المغنيسيوم، فيتامين ج، وبعض أنواع فيتامين ب وفقا لمنظمة الصحة العالمية .
كما أنه يزخر بـمضادات الأكسدة التي تلعب دورًا حيويًا في حماية الخلايا. ومن الجدير بالذكر أن العسل خالٍ تمامًا من الدهون، الكوليسترول، والصوديوم، مما يجعله إضافة صحية للعديد من الأنظمة الغذائية.
هذه المكونات والخصائص الفريدة هي ما تمنح العسل فوائده المميزة.
العسل: مطهر طبيعي ومُعزز لالتئام الجروح
يُعتبر العسل علاجًا موضعيًا فعالًا للجروح والحروق، وذلك بفضل خصائصه المضادة للجراثيم والبكتيريا. يعمل كمطهر طبيعي، مما يُقلل من خطر إصابة الجروح بالعدوى.
بالإضافة إلى ذلك، تُساهم النسب العالية من مركبات الجلوكوز والفركتوز في في امتصاص الماء من موضع الإصابة، مما يُعزز عملية الشفاء وتجديد الأنسجة. كما تُساهم خصائصه المضادة للالتهاب في تقليل التورم والألم المرتبطين بالإصابات.
وقد أظهرت الأبحاث فعاليته في علاج أنواع معينة من الجروح، مثل القرحة المرتبطة بـالقدم السكرية.
ففي إحدى الدراسات التي شملت 63 مريضًا بالسكري من النوع الثاني والمصابين بالقدم السكرية، لوحظت فعالية العسل في علاج هذه القرح والوقاية من مضاعفاتها الخطيرة، بما في ذلك البتر.
يُشير خبراء الجلدية أيضًا إلى أنه قد يُساعد في علاج بعض المشاكل والأمراض الجلدية مثل الهربس، الصدفية، الأكزيما، وحب الشباب.
ومع ذلك، من الضروري التأكيد على أن النوع المخصص للتطبيق الموضعي على البشرة يجب أن يكون من الدرجة الطبية ومعقمًا وفقًا للمعايير اللازمة لضمان سلامته وفعاليته.
العسل والوقاية من أمراض القلب: دور مضادات الأكسدة
لا تقتصر فوائده على الاستخدام الموضعي، فتناوله يُقدم حماية كبيرة لصحة القلب. يُعزز العسل الطبيعي من مستويات مضادات الأكسدة، مثل البوليفينول، في الجسم، والتي تلعب دورًا حيويًا في الوقاية من الأمراض القلبية.
تشمل هه الفوائد التي تساهم في الحفاظ على صحة القلب ما يلي:
- خفض ضغط الدم: يساعد على تنظيم مستويات ضغط الدم، مما يقلل من العبء على الجهاز القلبي الوعائي.
- تقليل مستويات الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية: يُساهم في خفض هذه المؤشرات الحيوية التي تُعتبر عوامل خطر رئيسية لأمراض القلب.
- تقليل خطر الإجهاد التأكسدي على الخلايا الصحية: تحمي مضادات الأكسدة الموجودة فيه الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، مما يُعزز صحة الأوعية الدموية.
فوائد أخرى وطرق إضافة العسل إلى نظامك الغذائي
إلى جانب هذه الفوائد، يُعرف العسل أيضًا بقدرته على:
- تعزيز المناعة ومكافحة العدوى: بفضل خصائصه المضادة للميكروبات.
- علاج السعال والتهاب الحلق: يُعد مهدئًا طبيعيًا ومضادًا للالتهابات.
- علاج اضطرابات الجهاز الهضمي: يُساهم في تخفيف بعض المشاكل الهضمية.
- تعزيز صحة البشرة والشعر: يستخدم في العديد من مستحضرات العناية لخصائصه المرطبة والمغذية.
للحصول على أقصى فوائد العسل، يمكن تضمينه في النظام الغذائي بطرق متنوعة: يُمكن إضافته إلى المشروبات الساخنة، أو استخدامه كمُحلي طبيعي في الشاي والقهوة، أو دهنه على الخبز المحمص.
كما يُمكن إضافته إلى الزبادي، الشوفان، أو السلطات. يُنصح دائمًا باختيار النوع الخام غير المبستر للحصول على جميع مركباته النشطة.
لتحقيق أقصى استفادة ، يُمكن إدراجه في النظام الغذائي كمُحلي طبيعي للزبادي أو المشروبات، أو استخدامه في الطهي والخبز.
ومع ذلك، يُنصح بالاعتدال، لأن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى زيادة الوزن ورفع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.
يتميز باحتوائه على 40% فركتوز و30% جلوكوز، وهي نسبة أقل من السكر العادي (50% لكل منهما). الأهم أن الـ30% المتبقية من مكوناته هي ما تمنحه فوائده، إذ تتكون من فيتامينات، إنزيمات، أحماض، أملاح، ومعادن أساسية.
لضمان الاستهلاك الآمن، توصي جمعية القلب الأمريكية بألا تتجاوز الكمية اليومية 36 جرامًا للرجال. أما النساء والأطفال، فيجب ألا يزيد تناولهم عن 24 جرامًا يوميًا.