تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان، تصعيدًا خطيرًا في وتيرة القتال، حيث تتعرض المدينة لقصف مدفعي كثيف من قبل قوات «الدعم السريع».
وفي الوقت نفسه، تواصل هذه القوات محاولات التوغل البري داخل المدينة، ولكن ببطء وحذر، وفقًا لما ورد من تقارير ميدانية وتستمر المذابح التي تقوم بها قوات الدعم السريع من خلال القصف المدفعي المساحي الذي لا يتوقف ليل أو نهار وهو ما يؤدي لاستمرار سقوط القتلى من المدنيين.
الجيش والقوة المشتركة يتصدون لمحاولات التقدم والسيطرة على المدينة
في المقابل، تبذل قوات الجيش السوداني والقوة المشتركة المتحالفة معها جهودًا مكثفة لمنع تقدم قوات «الدعم السريع» والسيطرة على المدينة الاستراتيجية.
وتجري اشتباكات متقطعة على أطراف المدينة وفي بعض المناطق الداخلية، حيث يسعى الطرفان إلى فرض سيطرتهما على الأرض.
«الدعم السريع» تحكم الحصار على الفاشر بالاستيلاء على مخيم زمزم
يأتي هذا التصعيد بعد أن تمكنت قوات «الدعم السريع»، خلال الأسبوع الماضي، من الاستيلاء على مخيم زمزم للنازحين، الذي يقع على بعد نحو 12 كيلومترًا جنوب مدينة الفاشر.
و أفادت مصادر ميدانية بتقدم ملحوظ لقوات الدعم السريع وسيطرتها على مناطق جديدة ذات أهمية استراتيجية.
يُنظر إلى هذه التطورات على نطاق واسع على أنها خطوة استراتيجية تهدف إلى إحكام الحصار المفروض على المدينة من عدة محاور رئيسية، مما يزيد من الضغوط على المدنيين المحاصرين ويُعقد جهود الإغاثة الإنسانية.
السيطرة على نقاط مفصلية تُعزز الحصار
أكدت مصادر ميدانية أن قوات الدعم السريع تمكنت من السيطرة على تلال حاكمة، طرق رئيسية، تقاطعات حيوية في مدينة الفاشر.
وتكمن أهمية هذه المناطق في كونها تشرف على طرق الإمداد الرئيسية المؤدية إلى المدينة، بالإضافة إلى كونها نقاط ارتكاز يمكن من خلالها تعزيز مواقع القوات المحاصرة للمدينة وقطع خطوط الإمداد المتبقية.
ويُعتقد أن السيطرة على هذه النقاط ستُحكم الخناق بشكل كبير على حركة الدخول والخروج من المدينة، بما في ذلك حركة المواد الغذائية والطبية.
تداعيات إنسانية مُنذرة بالخطر
يُثير هذا التقدم العسكري الجديد مخاوف بالغة بشأن الوضع الإنساني المتدهور داخل المدينة المحاصرة. ومع إحكام الحصار من عدة محاور، يُتوقع أن تتفاقم أزمة نقص الغذاء والدواء والوقود بشكل حاد.
وقد حذرت منظمات إغاثية دولية من كارثة إنسانية وشيكة إذا لم يتم السماح بوصول المساعدات العاجلة إلى المدنيين المحاصرين.
ويُناشد المجتمع الدولي والأطراف المعنية بضرورة التدخل الفوري لضمان فتح ممرات آمنة لإيصال الإغاثة وحماية المدنيين.
ردود فعل دولية ومحلية مُترقبة
حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من الجيش السوداني بشأن هذه التطورات الميدانية الأخيرة. في المقابل، ويُمثل التقدم الأخير لقوات [الطرف المتحرك] خطوة استراتيجية مهمة في مسار الصراع، حيث يُنذر بإحكام الحصار على المدينة المحاصرة وزيادة الضغط على القوات المتواجدة بداخلها والمدنيين.
ومع استمرار العمليات العسكرية على عدة محاور، تتصاعد المخاوف بشأن التداعيات الإنسانية الوخيمة.
يبقى المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي في قدرته على التحرك السريع والفعال لتخفيف وطأة الحصار وضمان حماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية إليهم قبل فوات الأوان.
ر، مما يزيد من الضغط على السكان المدنيين والقوات المتواجدة داخلها. وكانت التوقعات تشير إلى أن «الدعم السريع» قد تشن هجومًا بريًا واسع النطاق على المدينة في غضون أيام قليلة، وهو ما يبدو أنه بدأ يتجسد على أرض الواقع.
اشتباكات عنيفة وأعمدة الدخان تتصاعد في الأحياء السكنية بالفاشر
وقد وثقت مقاطع فيديو تم تداولها على نطاق واسع عبر حسابات موالية لـ«الدعم السريع» على منصات التواصل الاجتماعي، وقوع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة تدور رحاها داخل مدينة الفاشر.
كما أظهرت المقاطع تصاعد أعمدة الدخان بكثافة في محيط الأحياء السكنية، مما يشير إلى حجم الدمار والاضطرابات التي تشهدها المدينة وتأثيرها المباشر على حياة المدنيين.
ويثير هذا الوضع مخاوف متزايدة بشأن سلامة المدنيين المحاصرين وتدهور الأوضاع الإنسانية في ظل استمرار القتال وتصاعد وتيرته.