يعيش آلاف المدنيين في مدينة الفاشر ومحيطها، في قلب إقليم دارفور، تحت وطأة كارثة إنسانية غير مسبوقة، بعد اقتحام قوات الدعم السريع لمخيم زمزم للنازحين، أحد أكبر مخيمات النزوح في غرب السودان.
حصار طويل وانفجار مأساوي
قبل الهجوم الأخير، فرضت قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على المخيم لمدة عام، منعت خلاله دخول السلع الأساسية والإمدادات الإغاثية.
ومع تصاعد الانتهاكات والاقتحام المسلح، قُتل أكثر من 500 مدني وفقًا لتقديرات محلية، وهُجر آلاف الناجين إلى الفاشر، يفترشون الأرض في ظروف صحية كارثية.
جوع ودمار وشهادات حية
تقول فاطمة بشير، معلمة من الفاشر: “لم يبقَ شيء لنأكله، ولا ماء صالح للشرب. نناشد العالم أن ينقذنا قبل أن نموت جوعًا”.
ويؤكد الناشط الإغاثي محمد آدم، أن المشهد الإنساني يزداد سوداوية: “النساء والأطفال في العراء، والموت يزحف إلينا.. لا غذاء، لا دواء، فقط الرعب والموت”.
انتهاكات وحشية وأسلحة متطورة
بحسب شهادات ميدانية، اقتحمت قوات الدعم السريع مخيم زمزم باستخدام مركبات مزودة بطائرات مسيّرة ومدافع طويلة المدى.
وأفاد محمد خميس دودة، المتحدث باسم النازحين، أن الاقتحام شهد عمليات قتل جماعي، واغتصاب علني، واختطاف، وحرق مساكن، في ظل صمت دولي وصفه بـ”المخجل”.
حالة طوارئ وأمل ضئيل
فرضت سلطات شمال دارفور حظر تجوال ليلي في محاولة للسيطرة على الفوضى.
في المقابل، نفذت الفرقة السادسة مشاة ضربات ناجحة ضد تجمعات الدعم السريع، معلنة مقتل عدد من عناصرها وتدمير آليات قتالية.
ومع تقدم الجيش السوداني نحو دارفور وكردفان، يعوّل سكان الفاشر على أن يُنقذهم من الجوع والقصف المستمر.
إبراهيم آدم، أحد السكان، قال: “ننتظر الجيش بفارغ الصبر.. ولكننا نخشى أن يُباغتنا الموت قبل وصوله”.
نزوح جماعي وجهود محلية للإنقاذ
وفق تصريح آدم رجال، المتحدث باسم منسقيّة النازحين، استقبلت منطقة “طويلة” أكثر من 186 ألف نازح خلال 10 أيام فقط، مشيرًا إلى أن النزوح ما زال مستمرًا بوتيرة متسارعة.