يتناول هذا المقال موضوع المس الوهمي والحقيقي، والذي يعد من القضايا الهامة في علم النفس والدين،يعاني الكثير من الناس من ظواهر شبه قريبة من المس، والتي يمكن أن تكون نتيجة لأمراض نفسية أو حالات توهم يصاب بها الأشخاص،حيث يؤكد الدين على أهمية التحصين الذاتي من هذه الحالات، سواء كان ذلك بإقامة الشعائر الدينية أو تهذيب النفس و الإيمان،الحديث عن الفرق بين المس الوهمي والحقيقي يسلط الضوء على ضرورة الوعي والمراقبة الذاتية.
الفرق بين المس الوهمي والحقيقي
يمكن تصنيف المس إلى نوعين المس الحقيقي، والذي يتمثل في وجود تأثير خارجي مباشر من الجن على الإنسان، والمس الوهمي، وهو شعور أو وهم نابع من تصورات داخلية لدى الفرد،يظهر المس الوهمي عندما يتأثر الشخص بمظاهر مرضية أو نتيجة لتفاعلات نفسية ذاتية، بينما يتمثل المس الحقيقي في تحكم فعلي من كائن غيبي يؤثر سلباً على حياة الإنسان،يتطلب فهم جميع ذلك دراسة دقيقة ومتأنية.
1- المس الوهمي
المس الوهمي هو نوع من أنواع الاضطرابات النفسية حيث يشعر المصاب بأنه يتعرض لاعتداء خارجي، وهذا الشعور غالباً ما يكون ناتجاً عن حالات التوتر أو القلق،يتظاهر الشخص بتأثره بوجود حادث نفسي ناتج عن مشاهدة أشخاص آخرين مصابين، أو نتيجة لتلاعب المعالجين المدعين،قد تظهر على الشخص المصاب أعراض مثل الارتباك وعدم التركيز، حيث يحتوي هذا النوع على تفاصيل معقدة تتطلب فهماً عميقاً.
2- المس الحقيقي
المس الحقيقي هو اعتداء فعلي يحدث للفرد بسبب تأثير الجن عليه، ويظهر في صورة تغييرات سلوكية وصحية واضحة،حيث تكون له آثار مدعومة بهيمنة خارجية تمكن الجني من السيطرة على تصرفات الفرد لأن الجني يتدخّل في حياة الإنسان بصورة مباشرة،يقتضي العلاج هنا التوجه إلى القرآن الكريم والأدعية النبوية، مما يعكس أهمية الروحانية في التصدي للمس الحقيقي.
3- المس التمثيلي
يستخدم المس التمثيلي كوسيلة لنسب بعض التصرفات للجن،في هذه الحالة، يقوم الشخص بفعل حركات أو تصرفات معينة بوعي كامل بهدف جذب الانتباه،قد يرتبط ذلك برغبة الفرد في الحصول على عطف الآخرين أو لفت نظرهم من خلال استعراض الأعراض الكاذبة التي قد تبدو كأنها نتيجة لتأثير خارجي.
4- المس العارض
المس العارض هو حالة تحدث بشكل مؤقت، حيث يمكن أن يظهر فجأة ثم يختفي،يحتاج الشخص في هذه الحالة إلى أساليب تحصين معينة مثل تلاوة آيات من القرآن الكريم،يمتاز هذا النوع من المس بجوانب عابرة تؤدي إلى مواقف غير مريحة للمصاب.
5- مس الجن العاشق
يعد هذا النوع من أخطر الأنواع حيث يظهر الجن بمظهر العاشق للإنسان، مما يؤدي إلى تعقيد العلاقة بين الجني والممسوس من خلال هذا الوسوسة والتلاعب بالقرارات والأفكار،ينتج عنه آثار نفسية وجسدية عميقة، مما يزيد من خطر فقدان الفرد للاتصال بعالمه الحقيقي.
6- المس المتعدي
هذا المس يحدث عادةً لشخص آخر ويستهدف الممسوس بشكل غير مباشر،يمكن أن يرتبط ذلك بإيذاء الشخص من قبل جني يريد الانتقام أو تلبية رغبات خاصة،يتطلب ذلك التعافي الفوري من خلال الالتجاء إلى التوجيه الروحاني والتحصين.
7- مس الطائفة
يتجلى ذلك بشكل واضح في بعض الآيات القرآنية، حيث يكون الجني في حالة تلاعب لكن بطريقة تظل تحت السيطرة،يتطلب ذلك الوعي الذاتي والتوكل على الله لحماية النفس والعقل من هذه الممارسات الخبيثة.
8- المس الخارجي
المس الخارجي هو عندما يكون تأثير الجني بعيداً عن الجسم ولكنه يؤثر على السلوك أو الأفكار،قد يكون هذا أقل وضوحاً ولكنه يحمل خطورة أيضاً، حيث يتطلب جهداً في التحصين الذاتي من الشيطان الذي يحاول إضعاف الروح وتنمية التوتر.
أعراض المس الوهمي والحقيقي
مع تعدد الأعراض، قد يصعب التفريق بين المس الوهمي والحقيقي بنفس السهولة،ومع ذلك، يمكن رؤية اختلافات فيما يتعلق بتصرفات المريض،تشمل الأعراض الشائعة كلاً من
- نوبات متكررة من الصرع أو الارتباك.
- كره مستمر تجاه الشركاء أو الأسرة أو العمل.
- الشعور بالتعب الزائد وعدم الارتياح.
- ظهور حالات من الهذيان أو الانعزال عن الواقع.
- تغيرات حادة في المزاج وسلوك عدواني.
- التحسس المفرط من الأصوات مثل الأذان.
- القلق المستمر والأرق المصاحب للحزن.
- فقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية.
- أعراض جسمانية مثل صداع متواصل.
- تأكيد وجود روح داخل الجسد.
- التعب النفسي والشعور بالانفصال عن الآخرين.
أسباب إصابة الإنسان بالمس
ترتبط أسباب الإصابة بجملة من العوامل النفسية والجسدية مثل
- التعرض لأفعال السحر أو السحر الأسود.
- الحسد المستمر من الآخرين.
- التصرفات التي تزعج كائنات روحانية.
- تناول بعض الأطعمة المرتبطة بممارسات الغير.
يتوجب على كل فرد الإيمان بأن الحماية تأتي من الله، والتحصين الذاتي عبر العبادات سيكون أساسيًا لبناء درع منيع ضد تلك الأمور،تعد أهمية الفهم العميق لكيفية التعامل مع هذه الظواهر النفسية وتحمل المسؤولية الذاتية ضرورة أساسية في حياة كل مسلم.