تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بـ” جمعة ختام الصوم الكبير ”، وهي إحدى المحطات الروحية الهامة في التقويم الكنسي، وتُعد بمثابة الاستعداد المباشر للدخول في أسبوع الآلام، الذي ينتهي بعيد القيامة المجيد.
طقس القنديل العام.. سر مسحة المرضى
في هذا اليوم المميز، يُقام طقس “سر مسحة المرضى” أو ما يُعرف بـ”القنديل العام”، وهو أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة، ويُقام القنديل داخل الكنائس صباح الجمعة، حيث يصلي الكهنة على الزيت المقدس ويمسحون به جِباه المؤمنين، في صلاة جماعية تُخصص لطلب الشفاء الروحي والجسدي من الله.
هذا الطقس يُقام في هذا التوقيت تحديدًا لأنه لا يُحتفل به خلال أسبوع الآلام، الذي يبدأ بـ”أحد الشعانين”، ويُخصص بالكامل لتأملات آلام المسيح وصلبه وقيامته.
ختام الصوم الأربعيني المقدس
تُختتم في هذه الجمعة فترة الصوم الأربعيني المقدس، والتي تمثل الأربعين يومًا التي صامها السيد المسيح في البرية بحسب التقليد المسيحي، بالإضافة إلى أسبوع الاستعداد الذي يسبقها.
ويُعد هذا الصوم من أقدس فترات السنة القبطية، إذ يتخلله انقطاع عن الطعام لفترات طويلة، وممارسات روحية مكثفة مثل الصلاة، والاعتراف، والتناول.
القراءات الكنسية: الدينونة والمجيء الثاني
تميزت صلوات هذا اليوم بقراءات من الكتاب المقدس تدور حول “الدينونة الأخيرة” و”المجيء الثاني”، في دلالة رمزية تربط بين نهاية الصوم ونهاية العالم، لتذكير المؤمنين بضرورة التوبة والاستعداد للقاء الرب.
إغلاق الأديرة وتفرغ للصلاة
وبدءًا من اليوم، أغلقت الأديرة القبطية أبوابها أمام الزيارات، وذلك للتفرغ الكامل للصلاة والتأمل خلال أسبوع الآلام، حيث تتكثف الصلوات والقراءات الروحية في الكنائس والأديرة على مدار اليوم.
ويترأس قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من الأساقفة، صلوات جمعة ختام الصوم في عدد من الكنائس الكبرى، وسط حضور كثيف من الشعب القبطي، الذين حرصوا على المشاركة في هذا الطقس المقدس.
تُمثل جمعة ختام الصوم المدخل المباشر لأسبوع الآلام، وهو الأسبوع الذي يحمل مشاعر الحزن والخشوع، ويُتوَّج بعيد القيامة المجيد، المقرر هذا العام يوم الأحد الموافق 20 أبريل 2025.
اقرأ أيضا: المصري الديمقراطي يلتقي قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني