المؤبد للجاني في قضية طفل دمنهور.. في مشهد انتظرته قلوب المصريين بقلق وأمل، أسدلت محكمة جنايات دمنهور، المنعقدة في إيتاي البارود، الستار على واحدة من أبشع الجرائم التي هزت الضمير المجتمعي، بعد أن قضت بالسجن المؤبد على المتهم في واقعة هتك عرض الطفل “ياسين”، داخل إحدى المدارس الخاصة بمحافظة البحيرة.
العدالة تتحقق.. والوجع لا يزال حاضرًا
الواقعة، التي تجاوزت تفاصيلها حدود المدرسة إلى كل بيت في مصر، فجّرت حالة من الغضب الشعبي والتعاطف الواسع، خاصة مع تداول روايات الطفل الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره، والذي واجه كابوسًا داخل جدران يفترض أنها آمنة. ووسط هذا المشهد المؤلم، جاء الحكم القضائي كرسالة حاسمة بأن العدالة لا تنام.
“برلمان وإعلام وقانون” في خندق واحد
النائبة فاطمة سليم عبرت عن مشاعرها في منشور مؤثر على صفحتها الرسمية قائلة: “ما تابعتش القضية كنائبة بس، تابعتها كأم، كإنسانة بتحس بالوجع اللي بيعيشه أي طفل مظلوم.. النهاردة الحكم جه، لكن ده مجرد بداية.. لازم نخلق حوار مجتمعي يحمي أولادنا ويعلمهم حقوقهم”.
وأشادت النائبة بشجاعة والدة ياسين، ووصفتها بـ”الأم المجاهدة” التي حولت محنة طفلها إلى انتصار، خاصة عندما قررت أن يدخل ابنها المحكمة مرتديًا زي “سبايدر مان” لحمايته نفسيًا وإعلاء شعوره بالقوة لا الضعف.
مرتضى منصور: الأم دافعت عن شرف ابنها
أما المستشار مرتضى منصور، فقد كتب في تعليقه على الحكم:
“الحمد لله أن في مصر قضاء عظيم.. الأم العظيمة رحاب دافعت عن شرف ابنها، واليوم نال المجرم جزاءه بالسجن المؤبد ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على الطفولة”.
منى عبد الوهاب: هذه ليست فضيحة.. بل بطولة
ومن جهتها، سلطت الإعلامية منى عبدالوهاب الضوء على البعد النفسي والاجتماعي لما فعلته الأم، وكتبت: “هذه المرأة البسيطة امتلكت وعيًا يفوق الكثير.. لم ترضَ بدفن الواقعة، بل واجهتها بشجاعة.. وبدلاً من أن يرى طفلها نفسه ضحية، دخل المحكمة مرتديًا زي Superman، وكأنه بطل ينتصر لنفسه وليس شخصًا محطمًا.. هذه ليست قصة فضيحة، بل قصة وعي وانتصار”.
ردود الأفعال: الرأي العام في حالة استنفار
على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل الآلاف مع خبر الحكم، وعبّروا عن ارتياحهم الشديد لإدانة الجاني، معتبرين أن الحكم يُعيد الثقة في قدرة العدالة على حماية الأطفال، ودعوا إلى تكرار النموذج في قضايا أخرى مماثلة قد تبقى طي الكتمان خوفًا أو يأسًا.
القضية التي هزّت قلوب المصريين، اختُتمت قضائيًا، لكنها فتحت أبوابًا لا بد أن تُطرق: عن حماية الأطفال، عن تدريبهم على قول “لا”، عن إعداد المجتمع ليقف بجانبهم لا أن يخجل منهم، عن أن الوعي هو حائط الصد الأول في مواجهة الجرائم الجنسية ضد الأطفال.
قضية الطفل ياسين لم تكن مجرد حادثة، بل تحوّلت إلى نقطة فاصلة في الحديث عن الطفولة، العدل، والشجاعة.. وسيظل اسم “ياسين” محفورًا في وجدان هذا الوطن كبطل صغير ساعد في صناعة وعي كبير.