الملائات البيضاء
ليلة البارحة حلمت أن شقيقتي توفيت انتابني الهلع طوال الليل واستبد بي الأرق ولم تجدي نفعا أدوية الطبيب لتهدئتي. شاحن هاتف تالف منذ يومين واعتمدت على جارتي المقربة مني في شحن هاتفي وانشغلت بعملي إلى درجة أنستنب أن أشترى واحدًا جديدا. هرولت إليها في الساعة الثالثة فجرا فلم أعد أحتمل، طرقت بابها بشكل هستيري، طالما زوجي كان يعترض على ذهابي إلى الجيران في هذا الوقت المتأخر، فتحت لي وقد روعتها طريقة طرقي للباب وملامح وجهي الملتاع، ودار الحوار بيننا:
الحلم… الحلم
إيه اللي حصل؟
ماتت…
مين اللى مات؟
هي ماتت وبقينا أربعة أشقاء بدلا من خمسة الملاءات البيضاء فى كل مكان مابقتش موجودة.
وصارت تبكي وتضرب خديها وتحكي عن الملاءات البيضاء التي أصبحت في كل مكان ومياة الغسل التي تشعر أنها تنقط كصنبور مياة من بين أصابع أناس مجهولين بالنسبة لها وصورة ترددت في الحلم أنهم أصبحوا أربعة أشقاء بدلا من خمسة وأن ذهاب شقيقتها أحدث فراغا مخيفا، وحشا ينهش قلبها بلا رحمة، فتحت باب الشرفة حتى تأتي نسمة هواء منعشة وأجلستها ثم أتت بهاتفها واتصلت بشقيقتها حتى تطمئنها عليها وتخبرها هي بنفسها أنها بخير أعطتها الهاتف وتركتهما يتحدثان واختفت وهي تشعر في قرارة نفسها أن ذلك سيجعلها تتحسن وتهدأ، وعندما عادت وجدتها نائمة والهاتف في يدها لم تشأ أن توقظها في الصباح تسربت أشعة الشمس من خلف الشيش على وجهها المنقط بالنمش وشعرها الأحمر ولمعة جفنيها وشفتيها حيث إن بشرتها دهنية فابتسمت وراحت توقظها وتهز كتفها برفق ثم تعيد الفعل مرة أخرى ثم مرارا فلم تستيقظ فقد ماتت صرخت الأخرى من هول الموقف وظلت تردد:أهي جات الملايات البيضا