كتب محمد القرضاوى:
تحل اليوم الجمعة الذكرى الرابعة والعشرين لرحيل السياسي البارز فؤاد باشا سراج الدين، الذي توفي في 9 أغسطس 2000 عن عمر ناهز التسعين عامًا.
وُلد فؤاد باشا سراج الدين في 2 نوفمبر 1911 في قرية “كفر الجرايدة” التابعة لمركز بيلا في محافظة كفر الشيخ. وهو ابن سراج الدين شاهين باشا وزوج زكية البدراوي، ابنة البدراوي باشا.
حصل على ليسانس الحقوق من جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) عام 1931، وعمل وكيلاً للنائب العام ومحاميًا بين عامي 1930 و1935. ترشح لعضوية مجلس النواب عام 1936 عن حزب الوفد وفاز بأغلبية الأصوات عن محافظة كفر الشيخ، ليكون أصغر الأعضاء سناً.
تولى فؤاد باشا سراج الدين العديد من المناصب الوزارية، حيث عُين وزيرًا للزراعة عام 1942، ثم وزيرًا للمواصلات عام 1949، كما أشرف على وزارتي المالية والداخلية عام 1951.
له الفضل في إصدار عدد من القوانين المهمة، منها قانون العمال عام 1943، وقانون النقابات العمالية، وقانون عقد العمل الفردي، وقانون الضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى قانون تنظيم هيئات الشرطة وقانون الكسب غير المشروع. كما يُنسب إليه فكرة مجانية التعليم.
يُعتبر سراج الدين صاحب القرار التاريخي عندما كان وزيرًا للداخلية، حيث أصدر تعليمات لجهاز الشرطة في الإسماعيلية للتصدي لقوات الاحتلال البريطاني في 25 يناير 1952، وهو اليوم الذي أصبح عيدًا للشرطة تقديرًا لدورها في المقاومة.
اختير سراج الدين وكيلاً للنادي الأهلي في الأربعينيات، ثم رئيسًا شرفيًا له مدى الحياة، ورئيسًا لاتحاد كرة القدم، وكان له دور بارز في إعادة حزب الوفد الجديد إلى الحياة السياسية عام 1978 بعد السماح بتأسيس أحزاب سياسية في مصر، وظل رئيسًا للحزب حتى وفاته في 9 أغسطس 2000.
في مثل هذا اليوم، 9 أغسطس 2000، توفي فؤاد باشا سراج الدين بعد صراع مع المرض، وخرج الملايين من المصريين لتوديعه وهم يهتفون “الوداع يا زعيم.. يا حبيب الملايين”.