عادت الدراسة صباح اليوم في مدارس الضفة الغربية، إلَّا أنها لم تعود في قطاع غزة المحاصر، ولكن هل يوجد في القطاع المدمر مدارس لكي يعود إليها الأطفال؟، وللأسف إجابة هذا السؤال مريرة، حيث دمرت حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة مدارس القطاع، بسبب القصف الوحشي المستمر منذ الـ7 من أكتوبر الماضي.
وبحسب وكالة الأونروا فإن الاحتلال حرم أكثر من 630 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة من التعليم منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، موضحًا أن أكثر من 58 ألفا طفل في غزة كان يفترض أن يلتحق بالصف الأول في العام الدراسي الحالي، بالإضافة إلى 39 ألفا ممن لم يتقدموا لامتحان الثانوية العامة، بجانب ألاف الطلاب والطالبات في المرحلة الجامعية.
حصار وفقر
بحسب الأمم المتحدة، فإن حال ألاف الأطفال بات غير سار، حيث يعيشون شقاء يومي في مساعدة أسرهم في مواجهة عقبات الحصول على المياه والطعام من أجل البقاء، ووفقًا لوكالة أسوشيتد برس، فإن الأطفال يمشون حفاة على الطرق الترابية لحمل المياه في أوعية بلاستيكية من نقاط التوزيع إلى أسرهم التي تعيش في مدن الخيام التي تعج بـ1.91 مليون فلسطيني طردوا من منازلهم التي تم تدميرها بعد ذلك، ويعمل أخرون على في جميعيات إعداد الطعام والمطابخ الخيرية، وغيرها من طرق وأشكال مواجهة الحياة اليومية في قطاع غزة.
مراكز إيواء للنازحين
بحسب سكاي نيوز، تسبب العدوان على غزة في مقتل أكثر من 25 ألف طفل ما بين شهيد وجريح، ما بين طلبة المدارس والجامعات، وسط تدمير، ووفقًا لوكالة وفا، قثف الاحتلال 90% من مباني المدارس الحكومية البالغ عدد أبنيتها 307، ودمر أغلبها بشكل كامل، أما مدارس الأونرا البالغة 200 مدرسة، تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين، وتعرض 70% منها للقصف، وتم تدمير بعضها بالكامل، ويحذر العاملون في المجال الإنساني إن الحرمان المطول من التعليم يهدد بإلحاق أضرار طويلة الأمد بأطفال غزة، وباتت المدارس الحكومية وبعض مدارس الأونروا في حاجة إلى إعادة بناء مرة أخرى وهذا قد يستغرق سنوات في حال انتهي العدوان الصهيوني وعاد الاستقرار إلى قطاع غزة.
مراكز إيواء
فتحت يونيسف ووكالات إغاثية أخرى في قطاع غزة، 175 مركز تعليمي مؤقت داخل الخيام، أو خيام وسط ركام المنازل، تم إنشاء معظمها منذ أواخر مايو، وتقدم تعليم بسيط إلى حوالي 30 ألف طالب، عبر 1200 مدرس متطوع، يقدمون دروسا في القراءة والكتابة والحساب بالإضافة إلى أنشطة الصحة النفسية والتنمية العاطفية، وتعاني المنظمات في الحصول على الإمدادات مثل الأقلام والورق والكتب لأنها لا تعتبر أولويات منقذة للحياة مقارنة بجهود مجموعات الإغاثة لإيصال ما يكفي من الغذاء والدواء إلى غزة.
ودمرت حرب الإبادة الإسرائيلية مساحات شاسعة من قطاع غزة وسببت أزمة إنسانية، مع انتشار سوء التغذية والأمراض على نطاق واسع، وقُتل 41 ألف فلسطيني، وأكثر من 100 ألف جريح وفقيد أكثرهم من النساء والأطفال، وما يقرب من 1.1 مليون طفل في غزة من المعتقد أنهم بحاجة إلى مساعدة نفسية واجتماعية.
ويذكر أن العام الدراسي بالضفة الغربية والقدس، بدأ صباح اليوم في 2459 مدرسة حكومية وخاصة وتابعة لوكالة الغوث “الأونروا”، وبها 806,360 طالبا وطالبة، يتلقون تعليمهم على يد 51,447 معلما ومعلمة،