أثار توقيع الإدارة الجديدة في سوريا لاتفاقية “تاريخية” بقيمة 7 مليارات دولار مع تحالف دولي، بقيادة شركة أورباكون القابضة القطرية، لتوليد 5000 ميغاواط من الكهرباء، ردود فعل واسعة ومتباينة على الصعيدين الداخلي والدولي.
يُنظر إلى هذه الصفقة، التي تعد الأكبر في تاريخ البلاد، على أنها خطوة محورية نحو معالجة أزمة الكهرباء المزمنة في سوريا بعد سنوات طويلة من الصراع.
وصفت الحكومة الانتقالية السورية، ممثلة بوزير الطاقة المهندس محمد البشير، الاتفاقية الموقعة مؤخرًا مع شركة “أورباكون” القطرية، والتي تُعد أكبر صفقة لتوليد الكهرباء في تاريخ سوريا، بأنها نقطة تحول تاريخية لقطاع الطاقة في البلاد.
وأكد البشير أن الأهداف الرئيسية لهذه الصفقة تتمثل في ترسيخ التعاون والتكامل الإقليمي في قطاع الطاقة.
سوريا.. لحظة تاريخية لإعادة بناء البنية التحتية
في تصريحات تعكس أهمية الحدث، قال المهندس محمد البشير: “نعيش اليوم لحظة تاريخية تشكّل نقطة تحول بقطاع الطاقة والكهرباء في سوريا لإعادة بناء البنية التحتية المتهالكة في هذا القطاع المهم”.
يأتي هذا التصريح ليؤكد حجم التحدي الذي يواجهه قطاع الكهرباء في سوريا بعد سنوات طويلة من الصراع، وحجم الطموح الذي تحمله الإدارة الجديدة لإعادة تأهيل هذا القطاع الحيوي.
سوريا.. ترحيب شعبي وتفاؤل حذر
داخل سوريا، قوبل الإعلان عن الصفقة بترحيب شعبي واسع، حيث يرى العديد من المواطنين فيها بصيص أمل لإنهاء ساعات التقنين الطويلة التي أرهقت حياتهم اليومية. عبرت صفحات التواصل الاجتماعي عن تفاؤل كبير، مع تداول آلاف المنشورات التي تتناول الخبر.
و في خطوة وصفت بـ “التاريخية” بتاريخ سوريا وتُعد الأكبر من نوعها منذ إسقاط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، وقعت الإدارة السورية الجديدة اليوم الخميس، اتفاقًا محوريًا مع تحالف يضم أربع شركات عالمية لدعم شبكة الكهرباء في البلاد بنحو 5000 مييجاواط.
ومن المتوقع أن تُسهم هذه الصفقة، التي تُعد نقطة تحول حاسمة، في إعادة بناء وتطوير قطاع الطاقة في الدولة التي تُعاني من آثار حرب مُدمرة استمرت لأكثر من عقد من الزمان وتنتظر سوريا عودة الاستثمار بعد توقيع هذه الصفقة .
سوريا .. مضاعفة المعروض من الكهرباء في مواجهة أزمة حادة
يأتي هذا الاتفاق في إطار مساعي الحكومة السورية نحو تعزيز شبكة الكهرباء التي تضررت بشدة جراء الصراع الدامي الذي استمر لأكثر من 14 عامًا.
وتُعاني سوريا من مشكلة كبيرة في توفير الكهرباء، حيث أدت الحرب إلى تدمير البنية التحتية للطاقة وتوقف العديد من محطات التوليد عن العمل.
تهدف هذه الصفقة الطموحة إلى مضاعفة المعروض من الكهرباء في سوريا، وهو ما سيُسهم بشكل كبير في تخفيف حدة الأزمة الحالية، وتحسين جودة الحياة للمواطنين، ودعم جهود إعادة الإعمار والتنمية في مختلف القطاعات.
و وقعت سوريا مذكرة تفاهم مع تحالف دولي من الشركات، بقيادة شركة أورباكون القابضة القطرية، لتطوير مشاريع كبرى لتوليد الكهرباء باستثمارات أجنبية ضخمة تقدر بنحو سبعة مليارات دولار أمريكي.
يُعد هذا المشروع الأضخم في تاريخ سوريا لتوليد الكهرباء، ويأتي في إطار مساعي البلاد لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة وإعادة بناء البنية التحتية.
محطات غاز وشمسية بطاقة إجمالية 5000 ميجاواط
تشمل مذكرة التفاهم طموحة بناء أربع محطات لتوليد الكهرباء تعمل بنظام الدورة المركبة، وبطاقة إجمالية تبلغ أربعة آلاف ميجاواط.
ويعتمد نظام الدورة المركبة على استخدام الغاز الطبيعي بكفاءة عالية، مما يضمن توليد كميات كبيرة من الكهرباء مع تقليل الانبعاثات.
ولتعزيز التوجه نحو الطاقة المتجددة، تتضمن المذكرة أيضًا بناء محطة طاقة شمسية بقدرة ألف ميجاواط في جنوب سوريا.
هذه الخطوة تعكس التزام سوريا بتنويع مصادر الطاقة والاعتماد على حلول مستدامة وصديقة للبيئة. ومن المتوقع أن يساهم هذا المزيج من مصادر الطاقة في توفير إمدادات كهرباء مستقرة وموثوقة لجميع أنحاء البلاد.
جدول زمني طموح لإنجاز المشروع
يُتوقع أن يبدأ العمل الإنشائي في هذه المشاريع العملاقة فور إبرام الاتفاقات النهائية والانتهاء من الاتفاق على الجوانب المالية.
وقد تم تحديد جدول زمني طموح لإنجاز هذه المحطات، حيث من المستهدف الانتهاء من بناء محطات الغاز خلال ثلاثة أعوام، بينما يُتوقع الانتهاء من محطة الطاقة الشمسية في أقل من عامين.
يُنتظر أن يُحدث هذا المشروع نقلة نوعية في قطاع الكهرباء السوري، مما يسهم في دعم التنمية الاقتصادية وتلبية احتياجات المواطنين والقطاعات المختلفة من الطاقة.