كتبت منة عثمان:
أعلن حزب الله اللبناني، اليوم الأربعاء، عن إطلاق صواريخ على قاعدة عسكرية قرب مطار بن غوريون، المطار الرئيسي في إسرائيل، موضحًا أن الصواريخ استهدفت “قاعدة تسرفين”، التي تحتوي على كليات تدريب عسكرية، وتقع بالقرب من المطار جنوب تل أبيب.
في حين قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مقذوفًا سقط بالقرب من المطار، حيث شوهدت مركبات قوات إبطال مفعول القنابل التابعة للشرطة وسيارة إسعاف في الموقع.
وفي رد من السلطات الإسرائيلية، أكدت سلطة المطارات أن المطار يواصل العمل بشكل طبيعي، حيث صرحت المتحدثة باسم السلطة، ليزا دفير: “مطار بن غوريون مفتوح ويعمل بشكل طبيعي للإقلاع والهبوط، ولم تقع أي حوادث سقوط على المدرج”.
حزب الله يطلق وابلًا من 10 صوراريخ على إسرائيل
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض جزئيًا وابلاً من 10 صواريخ أُطلقت من لبنان، مشيرًا إلى أن تأثيرًا واحدًا من تلك الصواريخ وقع في وسط إسرائيل، وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه وكالة رويترز جزءًا من صاروخ عالقًا في سيارة بمدينة “رعنانا” بوسط البلاد، وتمت إزالته.
وفي وقت لاحق، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بوقف حركة الطيران في مطار بن غوريون بعد سقوط صاروخ في المطار، وهو ما أكده لاحقًا تقرير صحيفة “يديعوت أحرنوت” التي أوردت سقوط صاروخ داخل المطار بعد رشقة صاروخية أُطلقت من لبنان.
يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي يستمر فيه العدوان الإسرائيلي الجوي على لبنان، إضافة إلى محاولات الجيش الإسرائيلي التوغل بريًا في جنوب لبنان، حيث يتصدى له حزب الله. كما يواصل الحزب استهداف القوات الإسرائيلية في المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية، ويستمر في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تصل إلى تل أبيب وحيفا.
المناوشات بين حزب الله وإسرائيل
جدير بالذكر ، أن هذه التطورات تأتي في وقت حساس حيث يشهد لبنان تصاعد التوترات مع إسرائيل، بعد أن دارت عدة مواجهات عسكرية بين الجانبين في الأشهر الأخيرة، فحزب الله، الذي يعد من أبرز الفاعلين العسكريين في لبنان والمنطقة، يواصل استهداف المواقع الإسرائيلية بالصواريخ والطائرات المسيّرة في إطار الرد على الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية والمناطق الحدودية.
من جهة أخرى، تتزايد المخاوف بشأن استقرار الأمن في المنطقة مع استمرار الضغوط العسكرية المتبادلة، في هذا السياق، كان الطيران الحربي الإسرائيلي قد شنّ عدة غارات على مواقع لحزب الله في لبنان في الأسابيع الماضية، مما أسهم في تفاقم الأزمة.
مطار بن غوريون
وبالنسبة للمطارات الإسرائيلية، فقد تعرضت لهجمات متكررة خلال الأسابيع الأخيرة، مما دفع السلطات إلى رفع درجة الاستعداد والتأهب في المطارات والمدن الكبرى وعادة ما تكون هذه الهجمات جزءًا من سياسة حزب الله في تعزيز الضغط على إسرائيل في أوقات الأزمات، خصوصًا من خلال استهداف البنية التحتية الإسرائيلية الحيوية.
تأتي هذه التطورات في ظل معركة أوسع بين الأطراف الإقليمية، حيث يسعى كل طرف إلى تعزيز مواقعه العسكرية والسياسية. بالنسبة لإسرائيل، تظل مسألة حماية أمنها الداخلي ومواجهة التهديدات الخارجية من أهم أولويات الحكومة الإسرائيلية، في حين يواصل حزب الله، بدعم من إيران، سعيه لتعزيز وجوده العسكري والسياسي في المنطقة، مما يعقد أي جهود للوصول إلى تسوية سلمية.