كتبت شهد حسام
شهدت الدولة نقصا حادا في العديد من الأدوية الهامة، والمتعلقة بالعديد من الأمراض المزمنة منها الضغط والسكر والأملاح والجيوب الأنفية. بجانب أدوية أخرى عديدة متعلقة بعدد من الأمراض.
وذكرت الدكتورة ثناء سمير، دكتورة صيدلانية بإحدى صيدليات العزبي، أن أبرز الأدوية الناقصة وبدائلها هي أدوية الضغط ومنها concor بكل تركيزاته، و blokium، وduo-erastapex ،وtrio-nevilob 2.5.
وأن دواء كونكور له بدائل ولكن أيضا نقصت من بعد ما هو نقص، كما يوجد نقص أيضا في الأنسولين، كل أدوية السكر وأبرزها galvus met 50/500، وglybofen، و glucophage xr، و metianormin 1000xr، وليس لهم بدائل.
وأضافت أنه كل فوارات الأملاح ومنها urosolvin و urivin، وأيضا الأقراص مثل kellagon، نقصوا ولكن بعضهم بدأ يتوفر له بدائل في المخازن.
بجانب أيضا العديد من الأدوية الأخرى المتعلقة بالعديد من الأمراض مثل الكوليسترول وأمراض المعدة وبعض أدوية الأمراض النفسية.
وذكرت ثناء، أن نقص الأدوية المحلية يجعل بعض الناس تتجه للمستورد إذا وجد رغم ارتفاع اسعاره، ولكن الطبقة المتوسطة والبسيطة لن تقدر على شراء الدواء المستورد لن تتمكن من العلاج، وذلك في حالة وجود الدواء المستورد إن لم يكن ناقصا أيضا. وفيما يتعلق بعلاج الأملاح فعدم وجود الدواء يسبب مضاعفات أكبر وأمراض أخرى مثل النقرص.
أما العلاج الخاص بمرضى السكر، الذين يحتاجون الأنسولين بشكل دائم، عدم الالتزام بالجراعات يؤدي لارتفاع مستوى السكر مما يضاعف الاعراض ويحتاج لعلاج مكثف لعودة مستوى السكر مجددا. وأضافت الدكتورة أن نقص أدوية الضغط تؤدي لمشاكل أكبر في القلب.
سبب أزمة الأنسولين في مصر
صرح الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، إن السبب الرئيسي وراء أزمة عدم توافر الأنسولين المستورد؛ هو توقف المصنع الذي تستورد منه مصر الأنسولين عن العمل. وأن نسبة استيراد الأنسولين للسوق النصري من الشركة الأوروبية 95%. موضحا أن مصر تنتج الأنسولين محليا ولكن بنسبة بسيطة، ويتجه المريض لاستخدام الأنسولين المستورد.
وأكد خلال تصريحات لبرنامج “حوار الخميس” المذاع عبر شاشة “الحدث اليوم”، أن الأنسولين المستورد متوفر في صيدليات الإسعاف في 13 محافظة، ويصرف بموجب روشتة طبية ورقم قومي وتحليل سكر؛ وذلك تجنبا لبيعه بالسوق السوداء، لافتا أن سعر الحقنة 6 آلاف جنيه، في حين تباع بـ 12 ألف جنيه في السوق السوداء.
وعلى صعيد نواقص الدواء، أكد أن هاك تدفقات غير مسبوقة للدواء منذ شهر، وأن السوق يتعافى، مشيرا إلى أن الشركات تعمل بكامل طاقتها لتغطية احتياجات السوق.
تحركات الحكومة لمواجهة نقص الأدوية
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، في المؤتمر الصحفي الأخير المنعقد في مدينة العلمين الجديدة، إنه يتابع بشكل أسبوعي ملف الدواء، وأوضح أن جزء كبير من الأدوية التي حدثت بها أزمة الفترة الماضية بدأت تتوفر في سوق الدواء وأنه تباعًا سيبدأ المواطنين بملاحظة انضباط سوق الدواء.
وأضاف رئيس الوزراء خلال المؤتمر، يوم الخميس، أنه ما زالت هناك أزمة وهناك شركات تطالب بالإسراع في صرف المستحقات وفروق سعر الصرف نتيجة تغيير سعر الدولار، وهذا ما تعمل عليه الحكومة خلال الفترة الحالية، مؤكدًا أن الحكومة ضخت لهيئة الشراء الموحد خلال الشهرين الماضيين في حدود 10 مليارات جنيه، لسداد التزامات كان الجزء الاكبر منها لشركات الأدوية وشركات المستلزمات الطبية.
وأكد مدبولي أن الحكومة تجتمع بخصوص هذا الأمر حتى يتم ضخ وتشجيع الشركات للعودة في الإنتاجية، وإعادة الاتزان في سوق الدواء.
وأيضا ناقش الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة، ووزير الصناعة والنقل، كامل الوزير، فرص زيادة الاستثمارات في مجال توطين صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية. وتم التأكيد خلال الاجتماع على تذليل أي تحديات تواجه الصناعة المحلية، بما ينعكس على توفير الدواء بجودة عالية، وأسعار عادلة تلبي احتياجات المواطنين.
وفي هذا الصدد، قال المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، المستشار محمد الحمصاني، أن الحكومة بدأت مبكرًا في مواجهة نقص الأدوية.
وأشار إلى أن المشكلة الأساسية كانت تتعلق بعدم توافر المواد الخام، بالإضافة إلى تحديات مرتبطة بتحريك سعر الصرف، وواجهت شركات الأدوية مشاكل بسبب نقص العملة الصعبة، ما أثر على استيراد المواد الخام.
وأضاف المستشار خلال تصريحات تليفزيونة لبرنامج “كل الزوايا”، عبر قناة “ON”، أن الدولة تمكنت من توفير العملة الصعبة بالتعاون مع البنك المركزي، والإفراج عن شحنات الأدوية المحتجزة في الجمارك وتوفير المواد الخام اللازمة، ونتيجة لهذه الإجراءات، بدأت الأسواق تشهد ضخًا متزايدًا من الأدوية خلال الفترة الماضية.
ضخ الأدوية في الصيدليات في محاولات إنهاء الأزمة
صرح وزير الصحة، في شهر يوليو، بموعد انتهاء أزمة نقص الأدوية، حيث ذكر أنه في أقل من شهرين ستعود الأمور إلى مجراها ولا نشهد نواقص في الأدوية الإنتاج المحلي أو الدولي.
وفي هذا الصدد، اليوم، أعلنت هيئة الدواء المصرية عن ضخ أكثر من 700 ألف عبوة من دواء كلوزابكس بكل تركيزاته في الصيدليات بعد تعرضه لنقص خلال الفترة الماضية ويستخدم دواء كلوزابكس في علاج الأمراض النفسية والعصبية، منها الاكتئاب والفصام والوسواس القهري.
أيضا كشفت الهيئة عن ضخ أكثر من مليون عبوة من دواء كريستور بكل تركيزاته في الصيدليات بعد أن تعرض لنقص خلال الفترة الماضية، وهو الدواء المستخدم لعلاج مرضى الكوليسترول.
بالإضافة إلى بدء توفر المضادات الحيوية بالسوق بعد أن تعرضت لنقص.
وأعلنت هيئة الدواء المصرية عن توفر 136 مستحضرا بكمية 81 مليون عبوة، أبرزها أدوية الضغط والقلب والأورام والمضادات الحيوية خلال شهر أغسطس.