اتهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الخميس، جامعة هارفارد المرموقة بأنها “مؤسسة يسارية متطرفة معادية للسامية” و”تهديد للديمقراطية”.
هذا التصعيد في الخطاب يأتي تحديدًا على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة، وما أفرزته من انقسامات حادة داخل المجتمع الأكاديمي. فمن جهة، تتصاعد أصوات الاحتجاجات والتنديد بالعمليات العسكرية الإسرائيلية، يصاحبها في بعض الأحيان اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب.
وفي المقابل، ترتفع أصوات أخرى تدافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتندد بما تصفه بمعاداة السامية المتزايدة في الحرم الجامعي. هذا الجو المشحون بالانفعالات والاتهامات المتبادلة بين مؤيدي الطرفين، والذي يتراوح بين اتهامات بمعاداة السامية وتصاعد مظاهر الإسلاموفوبيا، يوفر الخلفية والسياق الذي تندرج تحته تصريحات ترامب الأخيرة، مما يزيد من حدة الانقسام القائم ويثير تساؤلات حول تأثير هذه الاتهامات على حرية التعبير والحوار داخل المؤسسات الأكاديمية.
و أدلى ترامب بهذه التصريحات في تدوينات على موقعه للتدوين تروث سوشيال، حيث انتقد بشدة ما وصفه بـ “الأجندة اليسارية المتطرفة” التي تتبناها جامعة هارفارد.
وقال ترمب: “هارفارد أصبحت بؤرة معاداة السامية، إنها مؤسسة يسارية متطرفة، إنها تهديد للديمقراطية”. وأضاف أن الجامعة “تغذي الكراهية والانقسام”.
احتجاجات طلابية واسعة النطاق في الجامعات الأمريكية
تأتي هذه الاتهامات في وقت تشهد فيه الجامعات الأمريكية احتجاجات طلابية واسعة النطاق، بعضها مؤيد للفلسطينيين، والبعض الآخر مؤيد لإسرائيل.
وقد تصاعدت حدة هذه الاحتجاجات مع اتهامات متبادلة بمعاداة السامية والإسلاموفوبيا، وبرزت جامعة هارفارد كواحدة من أبرز المؤسسات الأكاديمية التي شهدت حراكًا طلابيًا مكثفًا وتفاعلات معقدة على خلفية التوترات المتصاعدة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ففي خضم الاحتجاجات الطلابية التي اجتاحت العديد من الجامعات الأمريكية، كانت هارفارد بؤرة مركزية لهذه التحركات، حيث شهد حرمها الجامعي اعتصامات ومظاهرات ونقاشات حادة عكست الانقسام العميق في وجهات النظر حول هذه القضية الحساسة.
اقرأ أيضًا: «المستقلين الدولية» تصدر دراسة تحليلة حول سياسات الهجرة في أمريكا الشمالية في ظل عهد ترامب
وقد تجاوزت بعض الأحداث التي وقعت داخل أسوار الجامعة حدود التعبير السلمي عن الرأي، لتثير جدلاً واسعًا وتستقطب اهتمام وسائل الإعلام والرأي العام على نطاق واسع، مما ألقى بظلال من التساؤلات حول إدارة الجامعة لهذه الأزمة والتوازن الدقيق بين حرية التعبير والحفاظ على بيئة أكاديمية آمنة ومحترمة للجميع.
تصريحات ترامب ضد الجامعات الأمريكية مبالغ فيها وغير مسؤولة
ردود الفعل على تصريحات ترامب كانت متباينة. فقد أيدها بعض المحافظين، الذين يرون أن الجامعات الأمريكية أصبحت معاقل لليسار المتطرف.
بينما انتقدها آخرون، معتبرين أنها تصريحات مبالغ فيها وغير مسؤولة. ولم يصدر تعليق فوري من جامعة هارفارد على تصريحات ترمب.
تأتي اتهامات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب لجامعة هارفارد بوصفها “مؤسسة يسارية متطرفة معادية للسامية” ضمن سلسلة من التصريحات المماثلة التي أطلقها تجاه مؤسسات أكاديمية مرموقة.
فمنذ توليه منصبه، لم يتوان ترمب عن توجيه انتقادات لاذعة للجامعات الأمريكية الكبرى، متهماً إياها بالانحياز اليساري وترويج ما وصفه بـ”الأجندة اليسارية”.
اقرأ أيضًا: ترامب يعبر عن أمله في اتفاق روسي- أوكراني هذا الأسبوع رغم تصاعد القتال
لم تقتصر هذه الاتهامات على هارفارد فحسب، بل شملت جامعات عريقة أخرى مثل جامعة ييل وجامعة كولومبيا، حيث اتهمها صراحةً بترويج أفكار يسارية تضر بالمجتمع الأمريكي.
هذه التصريحات تعكس رؤية ترامب تجاه المؤسسات الأكاديمية، والتي يرى فيها معاقل للفكر اليساري المتطرف، وتأتي في سياق حملته المستمرة ضد ما يعتبره النخبة الليبرالية التي تسيطر على هذه المؤسسات.
ويُلاحظ أن هذه الاتهامات غالباً ما تتزامن مع تصاعد الجدل حول قضايا مثل حرية التعبير والتنوع الثقافي في الجامعات الأمريكية، مما يضيف بعداً سياسياً إلى النقاش الدائر حول دور هذه المؤسسات في المجتمع.