شهدت تركيا أمس الأربعاء، تفاعلات واسعة بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الذي يعد المنافس الأبرز للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مما أدى إلى اندلاع مظاهرات في عدة مدن.
اعتقال إمام أوغلو في تركيا
تم اعتقال إمام أوغلو في إطار تحقيقات تتعلق بـ”الفساد والإرهاب”، وهو ما أدانته المعارضة بشدة واعتبرته خطوة ذات “دوافع سياسية”.
كما تم اعتقال نحو 100 شخص آخرين على صلة بالقضية، بما في ذلك رئيسا بلديتي إسطنبول المنتخبين، رسول عمرة شاهان ومراد جاليك.
إمام أوغلو، الذي يعد أحد أكثر الشخصيات السياسية شعبية في تركيا، كان يمثل التهديد الرئيسي لأردوغان، خاصة بعد فوز الأخير في انتخابات رئاسية حاسمة عام 2023، والتي ضمنت له ولاية ثانية. لكن رغم فوز أردوغان، تمكن إمام أوغلو من الاحتفاظ برئاسة بلدية إسطنبول، وهي المدينة التي كانت تحت سيطرة حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وكان أردوغان يسعى لاستعادة إسطنبول في الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في مارس 2024، إلا أن إمام أوغلو فاز مجددًا في الانتخابات السابقة لعام 2019 بنسبة 51.14% متفوقًا على مرشح الحزب الحاكم.
في أعقاب اعتقال إمام أوغلو، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر تجمعات كبيرة لرجال الشرطة في زي مكافحة الشغب وعشرات المركبات الأمنية أمام منزل إمام أوغلو في إسطنبول.
تركيا: اعتقال 37 شخصًا بعد توقيف إمام أوغلو
أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، اليوم الخميس، أن السلطات اعتقلت 37 شخصًا بتهم نشر منشورات استفزازية تحرض على الجريمة والكراهية، وذلك على خلفية اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو.
وكانت السلطات التركية قد اعتقلت إمام أوغلو يوم الأربعاء بتهم تتعلق بالفساد والتعاون مع جماعة إرهابية، وهو ما لاقى انتقادات حادة من حزب المعارضة الرئيسي، الذي وصف القرار بأنه “محاولة انقلاب ضد الرئيس المقبل”.
وأوضح وزير الداخلية، في منشور عبر منصة “إكس”، أن السلطات قامت بتحديد 261 حسابًا على وسائل التواصل الاجتماعي، من بينها 62 حسابًا خارجيًا، نشرت “منشورات استفزازية” بعد اعتقال إمام أوغلو و105 آخرين.
وأكد الوزير، أن السلطات تواصل جهودها لتعقب المشتبه بهم المتبقيين، مضيفًا أن منصة “إكس” شهدت تداول 18.6 مليون منشور حول إمام أوغلو في أقل من 24 ساعة بعد اعتقاله.
وفي السياق ذاته، أفاد مكتب المدعي العام في إسطنبول بأن السلطات قد تحفظت على شركة إنشاءات مملوكة بشكل مشترك لإمام أوغلو، بناءً على قرار من المحكمة استنادًا إلى نتائج التحقيق في الجرائم المالية.
الولايات المتحدة تمدد الإعفاء من العقوبات لتركيا
وافقت الولايات المتحدة على تمديد الإعفاء من العقوبات المفروض على تركيا، مما يتيح لها مواصلة شراء الغاز الطبيعي الروسي حتى مايو المقبل، وفقًا لمسؤول تركي مطلع على المفاوضات.
وكان من المقرر أن ينتهي الإعفاء الذي منحته الولايات المتحدة لتركيا لمدة ثلاثة أشهر في 20 مارس. وتشير بيانات من هيئة تنظيم الطاقة الوطنية إلى أن أكثر من 45% من واردات الغاز التركية العام الماضي كانت تأتي من روسيا.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أجرى وزير الخزانة والمالية التركي، محمد شيمشك، محادثات هاتفية مع وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، حيث تم مناقشة موضوع العقوبات المفروضة على الغاز الروسي، بالإضافة إلى قضايا اقتصادية وأمنية ذات اهتمامات مشتركة بين البلدين، بحسب بيان صادر عن وزارة الخزانة الأميركية.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على “غازبروم بنك” الروسي في نوفمبر الماضي، وهو المصرف الأساسي الذي يدير مدفوعات الطاقة، بهدف تقليص إيرادات روسيا من الغاز، ومع ذلك، تم منح إعفاءات للمستوردين الرئيسيين مثل تركيا والمجر.
في المقابل، امتنعت وزارة الخزانة والمالية التركية ووزارة الطاقة والموارد الطبيعية عن التعليق على الأمر، بينما أحالت السفارة الأميركية في أنقرة الأسئلة إلى وزارة الخزانة الأميركية، التي لم ترد على طلبات التعليق خلال ساعات العمل.
اقرأ أيضًا: تركيا: من الضروري وجود قوة عسكرية موحدة وشرعية في سوريا، ولن نسمح بوجود ميليشيات تثير الفوضى
