أصيب صباح اليوم عشرات الأشخاص بحالات تسمم غذائي في قريتي العقولة والبرامل بمركز العدوة في محافظة المنيا، بعد تناولهم وجبة الإفطار.
نقل المصابين إلى مستشفى العدوة المركزي ومستشفى مغاغة لإجراء الإسعافات الأولية وتلقي العلاج، كما شكلت لجنة تحقيق تحت إشراف النيابة العامة للوقوف على أسباب التسمم، وحرر محضر بالواقعة
تسمم جماعي
ووفقًا لشهادة محمود شاهين، أحد أقارب المرضى، فإنه تلقى خبر إصابة جميع أفراد عائلته بالتسمم بعد تناول وجبة الإفطار.
وأوضح شاهين أن من ضمن المصابين أخته البالغة من العمر 24 عاما، وأخته الصغرى 15 عاما، وطفلة صغيرة بالكاد بلغت عامها الأول، بالإضافة إلى والده البالغ من العمر 58 عاما الذي يعاني من مشاكل في القلب ويخضع حاليًا للعناية المركزة.
وأشار شاهين إلى أن العديد من سكان القرية أصيبوا أيضًا بالتسمم، مضيفًا: قد يرجع ذلك إلى جودة الدقيق أو العاملين في المخبز.
وأكد أيضًا أن بعض الأشخاص لا يزالون في المستشفى بسبب أمراضهم المزمنة.
وأضاف أحمد علي، مهندس زراعي بالوحدة المحلية لمركز العدوة: خلال عملي فوجئت بعربات الإسعاف وهي تتجه نحوي من الطريق الشرقي، الطريق الذي يمر بجوار قرية برامل.
وقال علي إن عربات الإسعاف كانت تنقل العديد من الأشخاص الذين يعانون من حالات تسمم بسبب تناولهم الخبز والطعمية.
واستكمل علي أنه حقق في الواقعة بنفسه ومضى في طريقه إلى مستشفى العدوة، وكان برفقته محمد وجيه، مدير العمليات بالوحدة المحلية، وشعبان العشري، نائب رئيس المركز.
نتائج التحقيقات
كشف علي أن التحقيقات بينت عدم ارتباط التسمم بالطعمية كما اعتقد في البداية، بل كان السبب الخبز، وأكد أن السبب ليس الدقيق المستخدم في صنع الخبز، لأنه إذا كان الدقيق هو السبب، فإن التسمم كان سيحدث في مركز العدوة بأكمله، حيث يتم استخدام حصة واحدة من مستودع خاص بالمركز لتوزيع الدقيق.
وتبين أن السبب الحقيقي هو المياه المستخدمة في تحضير العجين من خزان المياه التابع للمخبز.
وتعود هذه المشكلة إلى عطل في مركز مغاغة والعدوة منذ فترة، حيث حدثت تجاوزات على المباني مما أدى إلى كسر أنابيب المياه الرئيسية.
هذا العطل تسبب في انقطاع المياه لمدة 3 أيام، مما دفع الناس للجوء إلى استخدام خزانات المياه المنزلية لتحضير العجين والطعام.
ويتابع المهندس الزراعي أنه تواصل مع الجهات المختصة للتحقيق في الحادثة، وحضر نائب المحافظ ومدير أمن المنيا للوقوف على التفاصيل والتحقيق في الأمر.
وأكد أحمد علي أنه لم يتم تسجيل أي حالات وفاة، ولكن هناك حالتين لكبار السن تتراوح أعمارهما بين 75 و 80 عامًا يرقدان في العناية المركزة بالمنيا، وأغلب الحالات خرجت من المستشفى بحالة جيدة وتماثلت للشفاء تمامًا بين الساعة 12 و1 ظهرًا.
وأشار إلى أن مستشفى العدوة يخضع لتجديدات نتيجة مشروع حياة كريمة، وبالتالي لم يكن لديه القدرة على استقبال العدد الكبير من الحالات، لذلك نقل معظم المرضى إلى مستشفى مغاغة.
وأكد علي أنه لا يوجد رقابة من الإدارة التموينية على مركز العدوة على الإطلاق، سواء فيما يتعلق بالتجار أو المخابز. وشدد على أن التحقيق جارٍ للوقوف على الوضع بشكل أفضل.
من جانبه، صرح علي عباس، رئيس قسم التمريض في مستشفى العدوة، أنه أخذ عينات من المرضى المصابين بالتسمم وأرسلها إلى مختبر المنيا لتحليلها وتحديد سبب التسمم.
وأكد عباس أن جميع الحالات تلقت العلاج اللازم وخرجوا من المستشفى، ولكن لم يكشف عن نتائج التحاليل حتى الآن.
وأشار رئيس قسم التمريض في مستشفى العدوة إلى أن بعض أقارب المرضى يشير إلى أن سبب التسمم يعود إلى الخبز، في حين يعزو آخرون السبب إلى الطعمية. وحتى الآن، لم يتم تحديد سبب التسمم الحقيقي.