في الآونة الأخيرة، أصبحت ظاهرة تصوير الجنازات والمقابر محل جدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يراها البعض نوعًا من التوثيق الإعلامي أو السبق الصحفي، بينما يراها آخرون انتهاكًا لحرمة الموت ومشاعر أسر المتوفين.
وكانت آخر الأمثلة التي أثارت هذا الجدل جنازة الفنان الراحل سليمان عيد، حيث تم تداول مشاهد من جنازته ومقبرته على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما أثار استياء العديد من النجوم والجمهور على حد سواء.
عبد الناصر زيدان يطالب بحظر تصوير الجنازات ويؤكد ضرورة الحفاظ على قدسية الموت
دعا الإعلامي عبد الناصر زيدان إلى اتخاذ موقف حازم تجاه ظاهرة تصوير الجنازات والمقابر التي انتشرت بشكل لافت على منصات التواصل الاجتماعي، مطالبًا بتشريع قانون عاجل يحظر تصوير الموتى أو نشر مشاهد من مراسم الدفن.
وفي منشور له عبر “فيسبوك”، قال: “استقيموا لوجه الله، يرحمكم الله، وإرحمونا من تصوير الجنازات. مشهد لازم نتخلص منه.. فنحن بلد الأزهر، البلد الذي صدّر الإسلام بمفاهيم الوسطية والاعتدال”.
وأضاف زيدان: “نحن بحاجة إلى تشريع قانون عاجل يحرم تصوير الموتى، وتوثيق مشاهد من الجنازات أو المقابر، من أجل الحفاظ على قدسية هذه اللحظات وتقدير مشاعر العائلات المنكوبة”.
وقال: “إذا استمرينا على هذا النهج، فإننا قد نخسر قيمنا وأخلاقنا، وهذا شيء لا يمكن أن نسمح به. دعونا نعود إلى جادة الصواب ونحترم حرمة الموت، كي لا يتعرض مجتمعنا لمزيد من التدهور الأخلاقي”.
بدرية طلبة تهاجم ظاهرة تصوير الجنازات: مفيش احترام لحرمة الميت
هاجمت الفنانة بدرية طلبة ظاهرة تصوير الجنازات التي انتشرت مؤخراً عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن هذا التصرف يتنافى مع القيم الإنسانية والدينية.
وانتقدت بدرية طلبة بشدة الأشخاص الذين يقتحمون مراسم الجنازات بحثًا عن أسبقية النشر وجذب الانتباه، معتبرة أن هذه التصرفات تعد “انتهاكًا لحرمة الميت”.
وفي تعليق لها عبر حساباتها على وسائل التواصل، قالت بدرية: “مهزلة الجنازات وصلت لتصوير النعش واللي جواه، بياخد اللقطة ويفوز بأسبقية النشر، والريتش يعلا، والفيديو يجيب حقه، مش مهم انتهاك حرمة الميت، عادي!”، معربة عن استيائها من تجاهل الأصول والأخلاقيات في التعامل مع مثل هذه اللحظات الحساسة.
وتابعت بدرية طلبة: “مفيش حد بيقول مين دول؟ ولا موجودين ليه؟ بيزاحموا أهل وأصحاب المتوفي ليه؟ مين دول بجد؟”.
وانتقدت بدرية أيضًا من يقومون بتصوير الجنازات دون احترام لخصوصية الحضور أو مشاعر العائلة، قائلة: “دول لو صحفيين يبقى فيه نظام ويتشاف كارنيهاتهم، لكن لو مواقع تحت بير السلم وأصحاب صفحات بيسترزقوا، يبقى لازم يتمنعوا من حضور العزا لأنهم لا بيحترموا نفسهم ولا بيحترموا حد”.
وزارة الأوقاف تمنع تصوير الجنازات
وفي 11 مايو 2024، أصدرت وزارة الأوقاف تعميمًا يمنع تمامًا تصوير أي جنازة داخل أو خارج المساجد، وذلك إثر ملاحظتها لعدد من التجاوزات غير اللائقة أثناء تصوير الجنائز أثناء الصلاة عليها أو دخولها أو خروجها من المسجد، مؤكدة ضرورة احترام قدسية المسجد وحرمة الميت، بالإضافة إلى مراعاة مشاعر أسر المتوفين.
نقيب الصحفيين يعلن إنهاء أزمة تصوير الجنازات
وفي 24 مايو 2024، أعلن خالد البلشي، نقيب الصحفيين، عن التوصل إلى حل بشأن قرار وزارة الأوقاف الذي كان يمنع تصوير الجنازات داخل وخارج المساجد.
وأكد أنه تم الاتفاق على مجموعة من الضوابط الإعلامية لتغطية مثل هذه المناسبات، بالتشاور مع النقابات المهنية المعنية، مثل نقابة الصحفيين والإعلاميين، وذلك بعد مشاورات مع جميع الأطراف المعنية.
وعُقد اجتماع في مقر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ضم وزير الأوقاف مختار جمعة، مع عدد من القيادات الصحفية والإعلامية البارزة، من بينهم الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والمهندس عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، والدكتور طارق سعدة – نقيب الإعلاميين.
وأشاد البلشي، بأن المناقشات كانت شاملة، حيث تم مراعاة جميع الجوانب المهمة، مؤكداً على احترام الجميع لقدسية دور العبادة وحرمة مشهد الموت، وكذلك احترام مشاعر أسر المتوفين. كما تم التأكيد على ضرورة احترام حرية الصحافة والإعلام في أداء واجبها المهني، مع الحفاظ على القيم الأخلاقية والإنسانية
من جانبهم، استجابت القيادات الإعلامية الحاضرة لوضع مجموعة من الضوابط المهنية المعترف بها دوليًا، وذلك لضمان حق وسائل الإعلام في ممارسة عملها، مع مراعاة الحفاظ على حرمة الأماكن المقدسة ومواقف الموت، بما يضمن احترام الذوق العام والمشاعر الإنسانية في المجتمع.
اقرأ أيضًا: عزاء سليمان عيد.. أشرف زكي وريهام عبد الغفور ورامي رضوان وشوبير أبرز الحاضرين