تعتبر المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل في الشهر العاشر من أهم الفترات النمائية في حياته،يتعرض الطفل في هذه المرحلة لتطورات هائلة على الأصعدة الحركية والاجتماعية والعاطفية، مما يجعل من الضروري على الوالدين فهم هذه التغيرات وتعزيزها بطريقة تلقائية وصحيحة،في هذه المقالة، سنستعرض بالتفصيل التطورات المختلفة التي يمر بها الطفل في الشهر العاشر، بدءًا من الحواس والمهارات الحركية إلى فهم العواطف والعلاقات الاجتماعية، مما يساعد الأهل في توفير بيئة آمنة ومناسبة لنمو الطفل.
تطورات الطفل في الشهر العاشر
يُعتبر الشهر العاشر من عمر الطفل نقطة تحول حقيقية تتطلب من الوالدين عناية خاصة،يشهد الطفل في هذه المرحلة تغييرات ملحوظة، فهي ليست مجرد مراحل عادية بل تعكس نمواً متكاملاً،من هنا، يقع على عاتق الأهل مسؤولية كبيرة في رعاية الطفل ودعمه من خلال إدراك التغيرات التي تحدث له في مختلف المجالات، سواء كانت حركية، جينية أو في مجالات الإدراك الاجتماعي.
1- حواس الرضيع في الشهر العاشر
حواس الطفل في هذا الشهر تأخذ منحى جديد، حيث يبدأ الطفل في التفاعل مع محيطه بشكل مختلف،تظهر العلامات الأولى لتطور الحواس، والتي تتعلق بالتعرف على الأصوات والأشياء المحيطة به، وتبرز أهمية هذه المرحلة في تشكيل مفاهيمه عن العالم،يمكن ملاحظة الأمور التالية
- يستطيع الطفل التعرف على الأصوات المألوفة، مثل اسم أحد أفراد العائلة أو أزيز الحيوانات الأليفة.
- يتحقق الطفل من الأشياء من خلال اللمس، مما يعكس فضوله المتزايد لاكتشاف محيطه.
- تشهد حاسة الشم تطورًا، حيث يمكنه التعبير عن رغبته في الطعام أو التوجه إلى المطبخ عندما يشم رائحة شهية.
- يبدأ الطفل في تمييز الملابس من خلال الملمس، مما يعبر عن حبه أو كرهه لنوع معين من الأقمشة.
2- مهارات الشهر العاشر للرضع
تتطور مهارات الطفل الحركية على نحو ملحوظ في الشهر العاشر، حيث تفتح تلك المهارات المجال أمام تحقيق الاستقلالية،وتشمل هذه المهارات ما يلي
- يمكن للطفل محاولة المشي بمساعدة والدته أو الأب، مما يستدعي تجربته في اتخاذ خطواته الأولى.
- يستطيع الطفل أن يلوح بيده ليقول وداعًا لمن حوله، وهي علامة على التواصل الاجتماعي.
- يميل الأطفال في هذا العمر إلى وضع الأشياء في أفواههم كوسيلة لفهم محيطهم، لذا يجب تجنب وجود الأشياء الخطرة بالقرب منهم.
- يمكنه التعبير عن مشاعره من خلال الأصوات، سواء كانت تعبر عن الفرح أو الغضب، مما يدل على تواصل عاطفي مع المحيط.
- يتفاعل الطفل بلطف مع المحيطين به، محاولًا التحدث مع العائلة بعبارات غير مفهومة، مما يعكس اهتمامه بالتواصل.
- يتقن الطفل مهارة الانتقال من وضعية الجلوس إلى الوقوف أو الانتقال بمفرده من سريره.
- يميل الطفل لحب الألعاب والبقاء معها لفترة طويلة مقارنة بالفترات السابقة، مما يشير إلى اهتمامه المتزايد.
3- تطور لغة الطفل في الشهر العاشر
القدرات اللغوية للطفل تبدأ بالتشكل في هذه المرحلة بشكل ملحوظ، حيث تزداد قدراته على التواصل،تتضمن تلك المهارات ما يلي
- يمكنه التواصل مع الأهل من خلال الصراخ والإيماءات.
- يميز الطفل صوت الأم عندما يتحدث إليها، مما يعكس اتصاله العاطفي.
- يفهم الطفل متطلبات بسيطة ويعبر عنها عبر لغة جسده، مثل الرفض أو الموافقة بالإيماء.
- يبدأ في استخدام أصوات أعلى للتعبير عن احتياجاته، الأمر الذي يشير إلى اكتسابه بعض الحرية في التعبير.
4- تطور عاطفة الرضيع
في هذا الشهر، يصبح الطفل أكثر وعيًا بمشاعره، مما يؤثر على علاقته بالآخرين،يتمكن الطفل من التعبير عن مشاعره مثل السرور أو الغضب بطريقة مشابهة للبالغين،يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى دعم نفسي من والديه لفهم تلك العواطف جيدًا، ولذلك يعتبر توفير بيئة دافئة وداعمة أمرًا حيويًا.
نوم الرضيع بالشهر العاشر
يعد النوم من الأمور الحيوية بالنسبة للطفل في الشهر العاشر، حيث يصبح نومه أطول وأكثر انتظامًا،يمكن أن ينام الطفل ما يصل إلى 11 ساعة بشكل متواصل، مما يسهل عملية الراحة للأهل أيضًا،من المهم أيضًا وضع روتين للنوم للطفل لجعله يفهم أنه حان وقت النوم، وتوفير بيئة مناسبة للنوم.
نصائح تغذية الرضيع
العناية بتغذية الطفل في الشهر العاشر أساسية لدعم تطوراته الحساسة والحركية،يجب الاستمرار في الرضاعة الطبيعية والتأكد من تقديم الأغذية المناسبة مثل الفواكه المهروسة والخضراوات،يمكن أن يُعتبر الزبادي جزءًا من نظامه الغذائي، بشرط أن يكون متماشيًا مع احتياجات الطفل الصحية.
تنمية مهارات الرضيع بالشهر العاشر
إذا كان هناك تأخر في النمو، فيجب على الوالدين القيام بخطوات لتحقيق الدعم المناسب،من الضروري توفير بيئة آمنة تمكن الطفل من التفاعل والحركة بحرية، مع اختيار ألعاب تعزز مهاراته الجسدية والذهنية،كما يجب التحلي بالصبر والتأكيد على مساعدة الطفل بطريقة إيجابية خلال مهمته لفهم العالم من حوله.
يُظهر الطفل في هذه المرحلة من عمره تطورات مدهشة تحمل مغزى كبيرًا لمستقبله،لذا، يجب على الوالدين أن يقدموا الدعم والرعاية اللازمة ليستمر في التعلم والتطور بشكل سليم،الاحتياجات الغذائية والاجتماعية والنفسية تلعب دورًا حاسمًا في نجاح الطفل في هذه المرحلة، مما تجعل تعليماته الوالدية ضرورية لتحقيق أقصى إمكانياته.