كشف تقرير عبري، استند إلى شهادات جنود إسرائيليين شاركوا في الحرب على قطاع غزة، عن قيام الجيش الإسرائيلي بعمليات هدم “منهجية” واسعة النطاق للمباني السكنية والمرافق العامة والأراضي الزراعية في القطاع.
وذكر التقرير، الذي نشره موقع “محادثة محلية” الإلكتروني، أن هذا الهدم تحول إلى جزء أساسي من طريقة عمل الجيش، وفي حالات عديدة كان “الهدف بحد ذاته والمهمة المركزية”.
شهادات جنود تكشف عن نطاق التدمير في رفح ومناطق أخرى
ونقل التقرير عن أحد الجنود قوله إنه قام بحراسة جرافات قامت بهدم ما يقارب 60 منزلاً في اليوم الواحد خلال يومين فقط. وأوضح الجندي أن هدم منزل من طابق أو طابقين يستغرق نحو ساعة، بينما يستغرق هدم مبنى من 3 إلى 4 طوابق وقتاً أطول قليلاً.
وأشار إلى أن “المهمة الرسمية كانت فتح محور لوجستي للاجتياح، لكن فعلياً، الجرافات هدمت البيوت ببساطة”، مؤكداً أن “القسم الجنوبي – الشرقي من مدينة رفح مدمر بالكامل. الأفق مسطح. لا توجد مدينة”.
الجيش يدعي استهداف مواقع “حماس” بينما تشير تقارير إلى إنشاء “حزام عازل”
ويدعي الجيش الإسرائيلي أن عمليات الهدم تستهدف مبانٍ يتواجد فيها عناصر من حماس أو بنية تحتية تابعة لها وتشكل خطراً على القوات الإسرائيلية،
وذكر موقع إسرائيلي يساري في وقت سابق أن الجيش ينفذ “هدماً منهجياً وكاملاً لكافة المباني القريبة من الجدار وبعمق كيلومتر في القطاع، من دون تجريمها كمواقع إرهابية من جانب الاستخبارات أو الجنود الميدانيين، وذلك بهدف إنشاء حزام عازل”.
تحليل صور الأقمار الصناعية يكشف عن سيطرة إسرائيل على 35% من غزة
وأشار التقرير إلى تحليل لصور أقمار صناعية أُجري الأسبوع الماضي، أظهر أن الجيش الإسرائيلي يسيطر على 129 كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل 35% من مساحة قطاع غزة، ويصفها بأنها “منطقة عازلة”.
جنود يؤكدون أن الهدم يهدف لمنع عودة السكان
ونقل التقرير عن جندي آخر شارك في الحرب قوله إنه “لم يكن هناك مبرر لهدم مبان، وهي لا تهدد إسرائيل. وهذا ليس مرتبطاً بالدفاع عن المواقع العسكرية”.
وأكد العديد من الجنود أنهم أدركوا أن “ما ينفذونه فعلياً هو تسوية المباني بالأرض، من أجل ضمان عدم عودة السكان إلى هذه المناطق.
وهذه الأمور قالها ضباط بشكل واضح أحياناً، وفي أحيان أخرى تم استيعاب هذا من الأجواء نتيجة أقوال مباشرة أدلى بها سياسيون إسرائيليون”.
اتهامات بـ “تطهير عرقي” وتأكيد على أن القصف يوقع الضحايا والهدم يمهد للتهجير
ولفت التقرير إلى أن “الجيش الإسرائيلي لا يتوغل في المناطق التي يبقى فيها السكان، وأن القصف هو الذي يؤدي إلى ارتقاء العدد الهائل من الضحايا، وهدم المباني المنهجي في المدن هو الذي يمهد للتطهير العرقي في القطاع .