تعرف على توابع الزلزال، حيث شهدت بعض المحافظات المصرية في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء 14 مايو 2025، هزة أرضية شعر بها عدد كبير من المواطنين في القاهرة وعدة مناطق من الدلتا والوجه البحري، تبين لاحقًا أنها زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر.
وبعد الزلزال الرئيسي، بدأت تُرصد هزات ارتدادية خفيفة إلى متوسطة، ما أعاد التساؤلات حول طبيعة هذه التوابع، وما إذا كانت تُعد مؤشرًا على زلازل قادمة، أم أنها جزء طبيعي من الظاهرة.
ما هي توابع الزلزال؟
توابع الزلزال، أو الهزات الارتدادية، هي زلازل أصغر تحدث في نفس المنطقة الجغرافية بعد الزلزال الرئيسي. تنتج هذه التوابع من إعادة توزيع الضغوط داخل طبقات الأرض التي تسبب الزلزال. وتكون قوتها أقل في العادة، ولكنها قد تكون كافية لهدم منشآت متضررة أو غير مؤهلة لمقاومة الزلازل.
بحسب قانون “أوموري” الذي وضعه العالم الياباني فورموا أوموري، فإن عدد الهزات الارتدادية يقل تدريجيًا مع مرور الوقت، ولكن قد تستمر لأسابيع أو حتى شهور حسب حجم الزلزال الرئيسي وطبيعة القشرة الأرضية في المنطقة.
هل توابع الزلزال خطيرة؟
الإجابة تعتمد على عوامل متعددة، ففي حالة مصر، أكد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن الهزات التي أعقبت الزلزال الأخير كانت ضمن النطاق المتوقع علميًا، ولم تشكل تهديدًا للبنية التحتية أو لحياة المواطنين.
ومع ذلك، فإن استمرار الشعور بهذه التوابع يسبب حالة من التوتر والقلق، خاصة في المدن الكبرى والمناطق السكنية كثيفة السكان.
الخطورة الحقيقية تكمن في المباني التي تعرضت لتشققات أو ضعف في البنية بعد الزلزال الرئيسي، إذ قد تؤدي أي هزة ارتدادي لو كانت بسيطة قد تؤدي إلى انهيارها.
ولهذا السبب، تنصح الجهات الرسمية بعدم العودة إلى الأبنية المتضررة إلا بعد فحص هندسي شامل.
كيف تتعامل مع توابع الزلزال؟
ابقَ على علم وتابع بيانات الجهات الرسمية والمراصد الزلزالية.
تجنّب الأماكن غير الآمنة فلا تدخل المباني التي ظهرت عليها تشققات أو انحرافات.
احرص على وجود حقيبة طوارئ تحتوي على ماء، طعام معلب، مصباح يدوي، أدوية أساسية.
تعلّم خطوات الإخلاء الآمن خاصةً إذا كنت تعيش في منطقة مرتفعة أو مبنى متعدد الطوابق.
زلزال اليوم في مصر
الزلزال الأخير جاء بمثابة تذكير بأهمية الجاهزية في مواجهة الكوارث الطبيعية، حتى في دول لا تُعد من المناطق النشطة زلزاليًا مثل مصر.
وعلى الرغم من الطمأنة التي قدمها الخبراء، إلا أن ممكن أن يكون هناك توابع في الأيام التالية يعني أن التوتر لم ينتهِ بعد، ويجب التعامل مع الموقف بجدية دون تهويل.
وفي النهاية، فإن العلم الحديث يمكّننا من فهم طبيعة الزلازل والتوابع، لكنه لا يستطيع حتى الآن التنبؤ بها بدقة. لذلك، تبقى الوقاية والوعي هما خط الدفاع الأول لحماية الأرواح والممتلكات.