قبل نحو شهرين، كتبت منشورا على صفحتي الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” أبحث فيه عن فرصة عمل في ظل غلاء الظروف المعيشية. وبعدها بساعات تلقيت اتصالا من الصديق العزيز إبراهيم خالد، يبلغني بأن الصديق عمرو بدر، يفكر في تجربة صحفية جديدة، تختلف عن شبيهاتها في السوق الصحفية بمصر، فوجدت أن توقيتها مناسب وإن كنا لا نملك الأموال، لكن جميعنا لديه الشغف لإطلاق تجربة صحفية جديدة تليق بنا.
وبالفعل جرى اتصال بيني وبني الزميل والصديق عمرو بدر، وحددنا موعدا جمعنا باثنين آخرين هما الصديقان محمود فؤاد ومحمد أبوزيد، لتستمر المناقشات بيننا لعدة جلسات، اتفقنا خلالها على اسم الموقع الجديد، ولم نجد أفضل من اسم “الحرية” ليكون عنوانا ومنهجا لتجربتنا الصحفية الوليدة.
بدأنا في تقسيم العمل بيننا، ولا أنسى يوم أن ذهبت إلى العتبة لشراء المايكات وتصميم اللوجو الخاصة بالموقع الجديد، وفرحتي وأنا أمسك بالمايك وعليه لوجو “الحرية”.
وفي أول اجتماع للتحرير، فوجئت بمجموعة شباب وشابات يملكون من الحماس ما يؤكد أننا قادرون على التحدي والاستمرار، رغم ضعف الإمكانيات وغياب التمويل، ولكن لدينا طاقة بشرية مشرفة، فلدينا سامح حنين، الدينامو، وبسنت عادل، الصحفية المتمكنة من أدواتها، ونور الدين نادر، الشاعر الصحفي، الذي تجده في أي وقت، ومي سليم، صاحبة القصة الصحفية المتميزة، وكريم الشاعر، فنان السوشيال ميديا، وسيف رجب، عاشق الصحافة، وميرناثابت ، وروان لاشين، ومصطفى محمود، وندى سلامة، ونجوى، ومحمد شداد، ورانيا عبدالوهاب، فضلا عن كريم سعد، مسؤل الموقع، والمصور حيدر قنديل، ومحمود فهمي، الشبل الصحفي، وغيرهم حتى لا أنسى أحدا، وجميعهم طامحون ومتحمسون للتجربة.
ومع بداية العمل، اكتشفت أن الجميع يعمل بروح الفريق بمحبة وحماس، لتثبت التجربة نفسها سريعا وتطور من أدواتها، مع الجمع بين خبرات خبراء المهنة وشبابها، وهو ما يجعلني أؤكد نجاح التجربة، وأتيقن بأنها ستكون رقما فارقا في السوق الصحفية.
وهنا يجب أن أشكر كل من دعمنا ولو بالتشجيع، وكل من كتب عن تجربة “الحرية”، وفي مقدمتهم نقيب الصحفيين خالد البلشي، الذي خصص منشورا على صفحته بفيسبوك يدعمنا فيه ويهنئنا على التجربة الجديدة.
وكما يقولون، فإن التجارب الجديدة، تكشف عن كنوزها سريعا، فقد عرفت عمرو بدر، الصحفي، عن قرب، لأجده رئيس تحرير قادر على قيادة فريق عمل بجدارة، مفكر لا تنضب أفكاره، سلس في التعامل مع الزملاء، إنسان بمعنى الكلمة.
والصديق محمد أبو زيد بهودئه، ومحمود فؤاد المحترم، واهتمامه بنجاح التجربة ودعمه المستمر لها.
فعلا إنها تجربة تستحق دعم الجميع، لأنها تقدم صحافة مهنية في ظروف صعبة، “بنغزل برجل حمار حرفيا”، لكن لدينا ثقة في شغلنا بفريقنا الشاب، وفي جمهورنا العظيم، الذي دعمنا منذ اليوم الأول.
ولا أنكر هنا أننا ما زلنا في بداية الطريق، وأمامنا الكثير من الأهداف والأحلام التي نسعى لتحقيقها، رغم أننا استطعنا في ٣٠ يوما فقط الوصول لجمهور السياسة، وأصبح لدينا أرشيفا وليدا بتصريحات من معظم السياسيين، سواء رؤساء أحزاب أو شخصيات عامة وغيرهم.
فخور وراض جدا عن أداء الزملاء، وأنتظر منهم أكثر وأكثر، و”عشمان في ربنا” أن نصبح رقما فارقا في السوق الصحفية.