يتابع حزب الدستور بقلق بالغ الوضع الصحي الحرج للدكتورة ليلى سويف، الأستاذة الجامعية والباحثة المعروفة، التي دخلت في إضراب متواصل عن الطعام منذ عدة شهور، احتجاجًا على استمرار حبس نجلها، علاء عبد الفتاح، على خلفية قضايا تتعلق بحرية التعبير.
لقد أصبحت حالة الدكتورة ليلى سويف اليوم تعبيرًا مؤلمًا عن معاناة إنسانية لا تخص أسرة واحدة فقط، بل تمس مشاعر المجتمع المصري كله. فأمام أعيننا، تذوي أمٌّ مصرية أفنت عمرها في خدمة العلم والوطن، وتخوض بجسدها النحيل معركة وجود دفاعًا عن ابنها، الذي قضى سنوات من عمره خلف الأسوار.
إننا في حزب الدستور، وإيمانًا منا بدور مؤسسة الرئاسة في طيّ هذا الملف الإنساني، نتوجه إليكم بنداء واضح ومباشر لإصدار عفو رئاسي عن علاء عبد الفتاح، كخطوة تعكس حرص الدولة على لمّ الشمل، وتغليب القيم الإنسانية في لحظة فارقة، أصبحت فيها حياة مواطنة مصرية مهددة بشكل يومي.
وبمناسبة اقتراب عيد الأضحى المبارك، هذه المناسبة التي تحمل في طياتها أسمى معاني الرحمة والتسامح ولمّ الشمل، نناشد سيادتكم أن تمتد هذه المبادرة الإنسانية لتشمل الإفراج عن كافة المحبوسين على خلفية قضايا الرأي والتعبير، ممن لم يتورطوا في العنف أو التحريض عليه. فكم من أمٍّ تنتظر عودة ابنها، وكم من أسرة تتوق لأن تكتمل فرحتها في هذا العيد المبارك. إن اتخاذ مثل هذه الخطوة سيُقرأ في وجدان المصريين باعتباره تعبيرًا صادقًا عن قوة الدولة وعدالتها، ورغبتها في فتح صفحة جديدة قوامها الاحتواء والمصالحة.
نؤمن أن العدل لا يتعارض مع الرحمة، وأن مصر بتاريخها وبمؤسساتها قادرة على اتخاذ قرارات شجاعة تحقن الألم وتعيد الأمل، خاصة عندما تكون حياة أمّ مصرية مهددة بسبب موقف نابع من إحساسها بالظلم وفقدان الأمل.
إننا نناشد سيادتكم التدخل العاجل حفاظًا على ما تبقى من فرصة لإنقاذ حياتها، في لحظة لا تحتمل مزيدًا من التأجيل، ونثق أن هذه الخطوة ستُقرأ في وجدان المصريين باعتبارها تعبيرًا عن قوة الدولة ورحمتها في آن واحد.