كتبت رفيدة عادل همام:
أصدر حزب الوعي بيانًا يعبر فيه عن رفضه لتصريحات وزير الصحة ونائب رئيس الوزراء لشؤون التنمية البشرية، والتي أعرب فيها عن استغرابه من عدم شكر المواطنين للدولة على إنشاء مستشفى حديث في محافظة المنيا، معتبرًا أن هذا الإنجاز كان يستحق تقديرًا أكبر من الناس.
وأكد الحزب في بيانه أنه يدعم كل خطوة جادة لتحسين جودة الخدمات الصحية، لكنه يرفض المنطق الذي تضمّنه تصريح الوزير، معتبرًا إياه غير موفق، سواء من حيث المضمون أو التوقيت، لا سيما أنه صدر عن مسؤول رفيع شغل منصبه لسنوات طويلة.
وشدد الحزب على أن واجب الدولة الأول هو تقديم الخدمات العامة الأساسية، وعلى رأسها الصحة والتعليم، بشكل عادل وكريم لكل المواطنين، دون انتظار الشكر على أداء هذه المهام، لافتًا إلى أن الدولة تنفق على هذه الخدمات من أموال المواطنين أنفسهم، التي تُجمع في صورة ضرائب ورسوم، ما يجعلها حقًا مشروعًا لهم وليس منّة من الحكومة.
وأوضح البيان أن هذه الموارد تُستخدم أيضًا في دفع رواتب العاملين في الجهاز الإداري، ومن بينهم الوزراء أنفسهم، مقابل تقديم خدمة عامة تليق بالمواطن المصري، مؤكدًا أن وجود مستشفى في محافظة من محافظات مصر هو أمر طبيعي وليس استثنائيًا، ومن الأولى أن يُسأل: لماذا لم تُنشأ مستشفيات مماثلة في محافظات أخرى؟
وأشار حزب الوعي إلى أن منطق “الشكر” الذي تضمّنه تصريح الوزير يتجاهل جوهر العقد الاجتماعي بين الدولة والمواطن، ويتعارض مع ما أقرّه الدستور المصري والمواثيق الدولية من أن الصحة والتعليم حقوق أساسية لا فضل لأحد فيها على الناس.
واعتبر الحزب أن ما صدر عن الوزير قد يكون زلة لسان، لكنه شدد على أن زلات اللسان في مواقع المسؤولية لا تمر بهدوء، خاصة إذا مست كرامة المواطنين أو عكست تراجعًا في فهم دور الدولة ووظيفتها.
وفي ختام بيانه، دعا حزب الوعي الوزراء والمسؤولين إلى الحديث مع المواطنين ، خاصة البسطاء منهم بوعي سياسي، وتواضع حقيقي، وفهم عميق لوظيفة الدولة، مؤكدًا أن هذه المناصب وُجدت لخدمة الشعب، لا لمطالبته بالامتنان.