رحل عبد الله، الرجل الأربعيني الذي عاش بين أهله وجيرانه بروح هادئة وقلب طيب، في حادثة مأساوية هزت منطقة الأرجوان بشبرا الخيمة، لم يكن أحد يتوقع أن ينتهي يوم عادي بالنسبة لـ عبد الله بمقتله علي يد مجموعة من الأشرار بسبب منعه لهم من التشاجر وسب الذات الإلهية وسط الشارع، ليجد نفسه وسط مشاجرة أودت بحياته.
جريمة شبرا الخيمة
في لحظة غضب غير متوقعة، تحول النقاش إلى عنف مميت، عبد الله، الذي كان يحاول فض شجار ، لم يستطع النجاة من طعنات غادرة، مشهد الجريمة ترك جيرانه في حالة من الصدمة، عاجزين عن فعل أي شيء لإنقاذ الرجل الذي عرفوه طوال حياته كجار كريم ومحبوب، في لحظات قليلة، سقط عبد الله وسط بركه من الدماء، تاركًا خلفه عائلة مكلومة.
زوجة عبد الله تروي تفاصيل مقتله
زوجة عبد الله المجني عليه روت لـ«الحرية» تفاصيل مقتل زوجها الرجل الأربعيني، علي يد 5 أشقياء، مشيرة إلى أن زوجها يبلغ من العمر 42 عاما، يعمل سائق على سيارة مستأجرة، وكان يخرج من بيته صباح كل يوم ثم يعود في المساء محملاً ببشاير الخير ما بين طعام وجنيهات تساعدهم على ظروف الحياة القاسية.
وتابعت الزوجة:« يوم الحادث خرج زوجي من المنزل متجهاً نحو العمل، وسبب عطل في السيارة نزل منها لإصلاحه وخلال ذلك وجد مشاجرة بين شابين يقوم أحدهما بسب الذات الإلهية فأسرع نحوهم ومنعهم من سب الذات الإلهية والتشاجر ، الا أن أحدهم غضب من ذلك الأمر وأسرع نحو أسرته وأخبرهم بما حدث وقرر الانتقام من زوجي، وفي سبيل ذلك انتظروه في المنطقة وقاموا بالتعدي عليه بالضرب ليسقط علي الأرض غارقاً في دمائه وعقب ذلك توجهنا إلى المستشفى إلا أنه توفي في نفس اليوم.
وأردفت الزوجة:« عبد الله الذي كان يخطط للعودة إلى أسرته بعد قضاء يوم عادي في عمله ، تنتظره زوجته وأطفاله الثلاثة، الذين لم يكن بإمكانهم استيعاب فكرة أن والدهم قد غادر ولن يعود، وزوجته أنا، التي دمر قلبي هذه الفاجعة أصبحت في حالة صدمة، والبيت الذي كان يمتلئ بصوت ضحكاته قد صار الآن مسكونًا بالحزن والصمت.
واضافت الزوجة:« التحقيقات الأمنية لسه شغالة عقب ضبط 3 متهمين من أصل 5 ، لكن يبقى السؤال الذي لا يجيب عليه أحد: لماذا انتهت حياة عبد الله بهذه الصورة البشعة؟ كيف يمكن أن يتحول شجار عابر إلى كارثة تنهي حياة شخص بريء، وتترك أسرته تعيش في ظل حزن لا يوصف؟، رحيل عبد الله ترك جرحًا عميقًا في قلوب كل من عرفه، مشاعر الغضب والحزن تسيطر على أهل الحي، الذين يشعرون بأن شيئًا قد انكسر في حياتهم بموته، لم يكن عبد الله مجرد رجل في الأربعين من عمره، بل كان زوجًا محبًا، وصديقًا لكل من عرفه. والآن، كل ما تبقى هو ذكريات، وحزن لن يزول.