كتب: محمد مرزوق
صرّح الأمين العام لحـ.ـزب الله، نعيم قاسم، اليوم في خطاب سياسي ناري، أن الشعب الفلسطيني ومقـ.ـاومته المسلحة نجحا في إفشال أحد أخطر المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية. وأكد أن “اتفاق غزة الأخير ليس سوى انعكاس لصمود المقـ.ـاومة التي انتزعت حقوقها بالقوة، بينما خرج الإسرائيليون صفر اليدين”.
المقاومة تثبت ثقلها الاستراتيجي
قال نعيم قاسم إن ما جرى في غزة خلال الأشهر الأخيرة يمثل محطة فارقة في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح: “لقد حاول العدو الإسرائيلي فرض شروطه على فصائل المقاومة عبر القصف المتكرر والتصعيد السياسي، لكنه فوجئ بردود حاسمة من المقاومة الفلسطينية. الشعب الفلسطيني أظهر مرة أخرى أنه الرقم الصعب في المعادلة الإقليمية.”
وأشار الأمين العام إلى أن التطورات الأخيرة جاءت مدعومة بموقف شعبي عربي ودولي قوي، حيث أدانت عشرات المنظمات الدولية والإقليمية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
أرقام وشهادات تدعم الرواية الفلسطينية
وفقًا لتقارير إعلامية موثوقة فإن العدوان الأخير على غزة أسفر عن سقوط أكثر من 200 شهيد فلسطيني، بينهم 60 طفلًا و35 امرأة، بينما تم تدمير ما يزيد عن 1,500 وحدة سكنية. في المقابل، تعرضت إسرائيل لضربات صاروخية غير مسبوقة، حيث أطلقت المقاومة أكثر من 4,000 صاروخ خلال خمسة أيام فقط، مما ألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية الإسرائيلية، بما في ذلك توقف مطار بن غوريون عن العمل لأكثر من 48 ساعة.
وأظهرت التقارير أن خسائر الاقتصاد الإسرائيلي نتيجة لهذه المواجهة بلغت حوالي 2.5 مليار دولار، وهو ما أكدته وكالة “بلومبرغ” الاقتصادية العالمية.
إفشال المخطط الإسرائيلي
وأكد قاسم أن المخطط الإسرائيلي، الذي استهدف تطويع الشعب الفلسطيني عبر الحصار والتجويع، اصطدم بصلابة المقاومة.
وقال: “إسرائيل كانت تراهن على إضعاف إرادة الشعب الفلسطيني من خلال العقوبات الاقتصادية والضغط العسكري، ولكنها فوجئت بردة فعل تجاوزت كل التوقعات. المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى، وهي ليست وحدها. كل محور المقـ.ـاومة يقف خلفها بكل إمكانياته.”
دعم دولي وإقليمي لمحور المقاومة
وألقى الخطاب الضوء على التحولات السياسية الإقليمية، مشيرًا إلى الدعم المتزايد الذي تتلقاه المقاومة الفلسطينية من إيران وسوريا وحركات التحرر في المنطقة. وتابع: “ما حدث في غزة هو رسالة للعالم بأن فلسطين ليست وحدها. نحن اليوم أمام محور متكامل يمتد من طهران إلى بيروت ودمشق وغزة. هذا المحور هو الذي سيقلب المعادلات في المنطقة.”
الإعلام العالمي يتفاعل مع الأزمة
من جهتها أبرزت وكالات أنباء عالمية مثل “رويترز” و”فرانس برس” تداعيات التصعيد الأخير في غزة، مشيرة إلى أن المقاومة الفلسطينية أظهرت قدرة غير مسبوقة على إدارة المعركة سياسيًا وعسكريًا.
أما قناة “القاهرة الإخبارية” فقد نشرت تقريرًا معمقًا استعرض تفاصيل الهجمات الإسرائيلية والرد الفلسطيني، مؤكدة أن التصعيد الأخير قد يغير قواعد الاشتباك في المنطقة بشكل جذري.
رسائل نعيم قاسم إلى الداخل والخارج
في ختام خطابه وجه السيد نصر الله رسائل مباشرة إلى الداخل اللبناني والخارج العربي والدولي، مؤكدًا أن المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي هي معركة الأمة بأسرها، وليست معركة الفلسطينيين وحدهم. وقال: “المعركة اليوم هي بين مشروع الهيمنة الصهيوني ومشروع التحرر العربي والإسلامي. وكلنا مطالبون بالوقوف إلى جانب المقاومة بكل الوسائل الممكنة، لأن ما يحدث في غزة سينعكس على كل الأمة”، مؤكدا أن “غزة ليست مجرد مدينة تحت الحصار، بل هي عنوان الكرامة وشعلة الحرية. ستبقى فلسطين قلب الأمة العربية، ولن يستطيع كيان الاحتلال مهما حاول أن يغير هذه الحقيقة.”
تحليل الحدث
المحللون السياسيون يرون أن خطاب نعيم قاسم الأخير يأتي في سياق تعزيز محور المقاومة، وإظهار قوته على الساحة الإقليمية. في ظل هذه التطورات، يبدو أن الصراع مع إسرائيل قد دخل مرحلة جديدة أكثر تعقيدًا، حيث لن يكون سهلاً على تل أبيب فرض أجندتها في ظل هذا الواقع الجديد.