حلم لم يتحقق بعد رحيل حسن يوسف: قصة أُمْنية مؤثرة عن البابا شنودة الثالث!
يعتبر الفنان الراحل حسن يوسف أحد أبرز الأسماء في تاريخ الدراما المصرية. في بداية الألفينات، نجح بشكل لافت في تجسيد شخصية الشيخ الشعراوي من خلال مسلسل "إمام الدعاه" الذي عُرض في رمضان 2002، وأسهم هذا العمل في تعزيز مكانته في قلوب جماهيره. بعد هذا النجاح الكبير، كان هناك رغبة قوية لديه في تقديم سيرة حياة البابا شنودة الثالث، لكن آراء الجمهور حول هذه الفكرة كانت متباينة. في المقال التالي، نستعرض تفاصيل هذه الرغبة وأبعادها.
رغبة حسن يوسف في تقديم شخصية البابا شنودة
عقب نجاحه المذهل في مسلسل "إمام الدعاه"، عبر الفنان حسن يوسف عن رغبته الجادة في تقديم السيرة الذاتية للبابا شنودة الثالث، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وفي تصريحاته، أكد قائلاً: "أنا أحب البابا شنودة، وأعتبره شخصية وطنية مصرية بامتياز وتاريخه مشرف". وأشار إلى العلاقة الوطيدة التي كانت تربطه بالشيخ الشعراوي، حيث كانا يتنافسان في مجال الشعر ويتبادلان الاحترام.
فكرة مسلسل عن قصة حياة البابا شنودة
تحدث حسن يوسف عن مشروع مسلسل يجسد حياة البابا شنودة، مشيراً إلى أن هذا العمل سيمزج بين الحضور القبطي والإسلامي، حيث كان شخصية محبوبة بين جميع طوائف المجتمع. وقد طرح فكرة المسلسل عام 2003، بعد النجاح الباهر لمسلسل الشيخ محمد متولي الشعراوي، إلا أن المشروع تعثّر لبعض الوقت، ليعود للتداول مجددًا ولكن بشروط صارمة تتعلق بتقديم حياة البابا بطريقة تعزز مفهوم الوحدة الوطنية.
في تصريح سابق، أكدت الكنسية القبطية الأرثوذكسية عدم طرح أي عمل فني يتعلق بالبابا شنودة دون التوافق مع الكنسية، مشيرةً إلى أن الفنان حسن يوسف كان يعبّر عن أمنيته فقط، ولم تكن هناك خطوات عملية للبدء في المشروع.
وفاة الفنان حسن يوسف
توفي الفنان حسن يوسف في صباح يوم الثلاثاء الموافق 29 أكتوبر 2024، وذلك بعد مسيرة فنية حافلة دامت قرابة التسعين عامًا. خلال حياته، قدم أكثر من 100 عمل في مجالي السينما والمسرح والدراما، مما جعله أحد أبرز الأسماء في الفن المصري. وقد تركت وفاته أثرًا كبيرًا في الوسط الفني، حيث أحاطتها مشاعر الحزن والأسى، معلنةً نهاية فصل من تاريخ الإبداع.
كان حسن يوسف مثالاً للفنان المتعدد المواهب والذي ترك بصمة واضحة في تاريخ الدراما المصرية. لقد سعى لتقديم أعمال تضفي قيمة فنية وثقافية عميقة، ورغبته في تقديم سيرة حياة البابا شنودة تعكس حرصه على الوحدة، لكن الظروف فرضت تحديات منعت تحقيق ذلك المشروع. ومع رحيله، سنظل نذكر تأثيره الكبير في حياتنا الفنية، حيث سيبقى إرثه جزءًا من ذاكرتنا.