رفضت حركة حماس بيان حزب الكتائب اللبنانية المطالب بنزع سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان. جاء ذلك بعد أن طالب بيان صادر عن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الحكومة اللبنانية، في أول اجتماع لها، بوضع جدول زمني واضح “لا يتعدى الأسابيع القليلة”، لجمع السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها.
كما طالب جعجع الحكومة اللبنانية بتولّي مسؤولية أمن المخيمات، وأمن المناطق اللبنانية المحيطة بها”. وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي تحضيرًا لجمع السلاح غير الشرعي في لبنان كله، وحلّ التنظيمات العسكرية غير الشرعية.
من ناحيتها شددت حركة حماس على ضرورة تبني مقاربة شاملة لمعالجة قضية اللاجئين الفلسطينيين، لا تقتصر فقط على الجانب الأمني أو ملف السلاح.
وفي تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، صرح علي بركة، رئيس دائرة العلاقات الوطنية في حركة حماس بلبنان، بأن الحركة “تطالب الحكومة اللبنانية والرئيس محمود عباس بأن تكون المقاربة شاملة ولا تقتصر على ملف السلاح أو الجانب الأمني”.
توفير الحقوق المدنية والإنسانية
وأكد بركة على أن “في الوقت ذاته، نطالب بتوفير الحقوق المدنية والإنسانية لشعبنا الفلسطيني في لبنان”.
تعكس هذه التصريحات موقف حماس الذي يرى أن معالجة ملف السلاح يجب أن تكون جزءاً من حل أوسع يشمل تحسين الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين ومنحهم حقوقهم الأساسية.
وطالبت حماس أن يشمل ذلك الحق في العمل والتملك والوصول إلى الخدمات العامة. وتعتبر الحركة أن التركيز على الجانب الأمني فقط، دون التطرق إلى القضايا الإنسانية والاجتماعية، لن يؤدي إلى حل مستدام لمشكلة الوجود الفلسطيني في لبنان.
غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
من ناحية أخرى شن الجيش الإسرائيلي مساء اليوم الخميس غارة جوية “عنيفة” استهدفت مبنى في قرية تول، الواقعة بجنوب لبنان. جاء هذا الهجوم بعد أن كان الجيش الإسرائيلي قد نشر تحذيرات سابقة بضرورة إخلاء المنطقة المستهدفة.
وتأتي هذه الغارة في سياق التوترات المستمرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، والتي تشهد تصعيدًا ملحوظًا منذ أشهر. وتعتبر قرية تول، مثلها مثل العديد من القرى والبلدات في جنوب لبنان، منطقة حساسة نظرًا لقربها من الحدود مع إسرائيل.
ولم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات أو حجم الأضرار الناجمة عن الغارة، لكن طبيعة التحذير المسبق بالإخلاء تشير إلى احتمالية استهداف محدد ومدروس من جانب الجيش الإسرائيلي.
أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا اليوم، زعم فيه أن طائراته المقاتلة شنت غارات استهدفت “موقعًا عسكريًا تابعًا لحزب الله يحتوي على منصات إطلاق صواريخ وأسلحة في منطقة البقاع” اللبنانية.
مشيرًا إلى رصد “نشاط لحزب الله” في الموقع المستهدف. وأضاف البيان أنه تم أيضًا مهاجمة “بنى تحتية ومنصات قذائف وصواريخ تابعة لحزب الله” في جنوب لبنان.
وادعى الجيش الإسرائيلي أن “وجود وسائل قتالية في المنطقة وأنشطة لعناصر حزب الله داخل الموقع تعتبر انتهاكات فاضحة للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان”.
واختتم البيان بالقول إن الجيش الإسرائيلي “سيواصل العمل لإزالة أي تهديد” على إسرائيل، وسيمنع أي “محاولة لتموضع” لحزب الله. وتأتي هذه المزاعم الإسرائيلية في سياق التصعيد المستمر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، والذي يشهد تبادلاً للقصف بين الجانبين.
