قال الدكتور خالد قنديل، عضو مجلس الشيوخ، إن زيارة الرئيس ماكرون تمثل تجسيدًا لشراكة عميقة بين مصر وفرنسا، تتجاوز الجوانب السياسية والاقتصادية لتشمل البعد المعرفي والثقافي، مشيرًا إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي لجامعة القاهرة لم تكن مجرد فعالية بروتوكولية، بل تعبير حي عن تعاون علمي وثقافي يمتد لعقود بين البلدين في مجالات الهندسة والعلوم والفنون والقانون.
وأوضح قنديل في تصريحات خاصة لـ«الحرية» أن الزيارة تعكس رؤية فلسفية تُعلي من قيمة المعرفة بوصفها الأداة القادرة على إعادة تشكيل العالم، عبر توحيد الجهود البحثية لمواجهة تحديات التنمية المستدامة والتغير المناخي والتحول التكنولوجي، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام الباحثين ويُكسب الطلاب في مصر وفرنسا خبرات متعددة تسهم في تشكيل وعي عالمي أكثر عدالة وشمولًا.
وأشار عضو مجلس الشيوخ إلى أن الشراكة الأكاديمية بين البلدين باتت ركيزة أساسية لما وصفه بـ”دبلوماسية السلام الثقافي”، إذ يُسهم التعاون الجامعي في توسيع أفق العلاقات السلمية من خلال الفهم المتبادل القائم على التكامل الحضاري، مؤكدًا أن الاستثمار في الإنسان هو القادر على تجاوز التناقضات العالمية الراهنة.
ولفت قنديل إلى أهمية زيارة ماكرون لمدينة العريش، القريبة من قطاع غزة، والتي مثّلت رسالة رمزية بشأن دعم فرنسا لتوصيل المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، وحرصها على تهدئة الأوضاع في القطاع، في وقت يتفاقم فيه الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق.
وأضاف أن اللقاء المرتقب بين الرئيس ماكرون ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي يأتي في إطار دعم العلاقات الثنائية والتنسيق في ملفات إقليمية حساسة، على رأسها رفض مخططات التهجير القسري وتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن القاهرة لا تزال شريكًا محوريًا في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.
كما أوضح قنديل أن الزيارة ستتضمن توقيع اتفاقيات استراتيجية تشمل مجالات النقل والصحة والطاقة المتجددة والتعليم والثقافة، في خطوة تعكس تحول العلاقات المصرية الفرنسية من إطارها التقليدي إلى شراكات تنموية متكاملة، لافتًا إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 2.9 مليار دولار في عام 2024، مقارنة بـ2.5 مليار دولار في العام السابق.
وأكد أن باريس تجدد دعمها للقاهرة في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، ما يُجسد ثقة فرنسا في مسارات التنمية والإصلاح الاقتصادي المصري.
وتُختتم الزيارة بعقد قمة ثلاثية بين مصر وفرنسا والأردن، تتناول ملفات حيوية تشمل رفض مخطط التهجير القسري، وإعادة إعمار قطاع غزة، ودعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وشهدت زيارة الرئيس الفرنسي تفاعلًا شعبيًا واسعًا في منطقة خان الخليلي بوسط القاهرة، في مشهد وصفه قنديل بأنه يعكس مكانة مصر كقوة إقليمية تسعى لتكريس السلام والتنمية في محيطها العربي والدولي، مشددًا على أن التكامل بين الجهود الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية يمثل السبيل لترسيخ الاستقرار في المنطقة.
وأكد أن مصر، بقيادتها السياسية، تواصل السير نحو تحقيق توازن دقيق بين مصالحها الوطنية ومبادئ العدالة والسلام، مع رفض أي محاولات للتصعيد أو التهجير القسري في الأراضي الفلسطينية