أكد الهجوم الإسرائيلي الموسع على مدن الضفة الغربية إلى الواجهة الحديث عن مخطط إسرائيلي لإخلاء الضفة وتهجير الفلسطينيين منها، وأثار مخاوف من تكرار ما يجري في قطاع غزة من تهجير وتدمير في مدن الضفة، ووفق خبراء ومختصون في الشأن الإسرائيلي أن مخطط حكومة بنيامين نتنياهو المتعلق بإخلاء الضفة الغربية وتحديدًا مدن الشمال، يأتي في إطار سعي الأحزاب اليمينية في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي لضم أجزاء كبيرة من الضفة
وشن الجيش الإسرائيلي، هجوما واسع النطاق في الضفة الغربية لم تشهده منذ اجتياح 2002، ويحاصر الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر أمس الأربعاء مستشفى خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين بالضفة الغربية وهدد باقتحامها، كما حاصر مقر جمعيتي الهلال الأحمر وأصدقاء المريض، ومستشفيات مدينة طولكرم وطوباس، وتتمركز أليات الاحتلال حول محيط مستشفيي الإسراء التخصصي، والشهيد ثابت ثابت الحكومي، وتمنع تحرك عربات الإسعاف، وتسد مداخل مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، بجانب إغلاق كافة مداخل مدينة جنين.
وتزامنًا مع الحملة الصهيونية في الثلاث مدن، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إلى إخلاء مؤقت للضفة الغربية، معترفًا بنوايا إسرائيلية لإبادة مدن وسكان الضفة الغربية كما حدث ولايزال في قطاع غزة، وحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت” سوف تستمر اقتحامات جنود الاحتلال وحصار المستشفيات عدة أيام.
وحذرت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” من نوايا جيش الاحتلال الإجرامية تجاه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، وأكدت عبر بيان لها نقلته قناة الجزيرة مباشر، أن محاصرة جيش الاحتلال الفاشي للمستشفيات في مدينتي طولكرم وجنين، وتجريف الطرق حولها وقطعها أمام وصول فرق وسيارات الإسعاف، ومنع الجرحى والمصابين من الوصول إليها، في الوقت الذي يَشنّ فيه حملة عسكرية همجية واسعة على مناطق عدة من الضفة المحتلة؛ هو انتهاك خطير للقانون الدولي والإنساني، ويمثل تهديداً لحياة مئات المرضى والطواقم الطبية داخل المستشفيات، منبهة إلى نوايا جيش الاحتلال الإجرامية تجاه الشعب الفلسطيني ومرافقه المدنية وفي مقدمتها المستشفيات في الضفة الغربية، موضحة أن الاحتلال يسعى إلى ارتكاب جرائم وانتهاكات على غرار حربه الوحشية في قطاع غزة.
ويرى خبراء في الشأن الإسرائيلي في تصريحات تلفزيوينة للجزيرة مباشر، أن “الهدف الإسرائيلي الأساسي من مخطط تهجير السكان يتمثل في ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، وهو المخطط الذي سعت لتنفيذه أحزاب اليمين الإسرائيلي منذ سنوات”، وأن “الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة فتحت الباب أمام المخططات الإسرائيلية التي كانت حبيسة الأدراج، ووضعت قواعد عسكرية جديدة للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين”، وأن “حكومة نتنياهو لا تمتلك القدرة في الوقت الحالي على تنفيذ مخطط ضم الضفة الغربية، في ظل المعطيات الدولية والإقليمية الراهنة، إضافة إلى حاجتها إلى عودة المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب للبيت الأبيض من أجل ذلك”، وأن “ائتلاف نتنياهو يستعد لعودة ترامب عبر تنفيذ تدريجي لمخططات ضم الضفة، التي تبدأ بتهجير السكان من مناطقهم السكنية، ما يمكنهم من تطبيق المخطط بشكل أسرع من المتوقع في حال عودة ترامب”.
وأوضح الخبراء أن “إسرائيل تسعى لتهجير سكان الضفة الغربية للحيلولة دون إمكانية إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، التي تأتي في إطار قوانين الشرعية الدولية”، وأن “تهجير السكان سيجعل من الصعب المطالبة بإقامة دولة ينقصها أحد العوامل الرئيسة لإقامتها، وهي الأرض والشعب”، وأن “من أسباب سعي إسرائيل لتهجير سكان الضفة هو إنهاء الوجود الفلسطيني وقضيتهم، وهو ما يأتي في إطار المخططات والعقائد الأيديولوجية لليمين الإسرائيلي”، مؤكدًا أن إسرائيل لن تنجح في تنفيذ هذه المخططات على المدى القريب.