قالت الدكتورة ميرفت زكريا الباحثة في الشؤون الإيرانية، إن الرد الإيراني على تل أبيب، مساء الثالث عشر من أبريل الجاري، جاء على خلفية استهداف هذه الأخيرة لقنصليتها في دمشق بداية الشهر ذاته بعشرات الطائرات المسيرة وبضع الصواريخ واستمر الهجوم لنحو 5 ساعات.
وأضافت في تصريحات خاصة لـ”الحرية”: رغم أن هذا الهجوم فقد فاعليته من الناحية العسكرية لجهة عنصر المفاجأة والتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية في وقت سابق بشأنه وبعد المسافة بين إيران وتل أبيب، إلا إنه حقق أهدافه بالنسبة لإيران التي كانت لا ترغب سوى في ضجة إعلامية تظهر من خلالها أنها قادرة على الرد وأن أية تهديدات أخرى من قبل إسرائيل ستواجه برد حاسم.
وتابعت “زكريا”: لا أتوقع أن يواجه هذا الهجوم الإيراني برد فعل قوى من قبل تل أبيب التي يبدو أنها كانت تعلم مسبقاً بموعد الهجوم؛ حيث أعلنت السلطات الإسرائيلية صباح اليوم إنه تم صد 99% من الهجمات الإيرانية على أراضيها بمساعدة الجهود الأمريكية والبريطانية في هذا الإطار.
وقالت الدكتورة ميرفت زكريا: بالتوازي مع ذلك، صدرت تصريحات من البيت الأبيض مفادها إن الرئيس الأمريكي جوبايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن واشنطن ستعارض أي هجوم إسرائيلي ضد إيران، بالنظر إلى أن الجهود الأمريكية بمساعدة بعض القوى الكبرى الأخرى مثل بريطانيا أفشلت هذا الهجوم الإيراني.
وشنت إيران هجومًا على إسرائيل، ردًا على قصف قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق قبل حوالي أسبوعين، بإطلاق عشرات المسيرات والصواريخ باتجاه الداخل الإسرائيلي.
وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إن إيران قامت بعملية محدودة ناجحة وضربت المواقع التي كانت منطلقا لاستهداف قنصليتها في سوريا.
كما حذر إسرائيل من أنها إذا هاجمت المصالح الإيرانية في أي مكان، فإنّ إيران سترد عليه بهجوم مضاد.
وفي مؤتمر صحفي كشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هجاري عن مشاركة من سماهم الحلفاء والشركاء في اعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية.
وقال هغاري إن إيران أطلقت أكثر من 300 صاروخ ومسيرة على إسرائيل، وإن الدفاعات الجوية الإسرائيلية نجحت بالتصدي لـ99 % منها.
وفي الولايات المتحدة، دعا الرئيس جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اعتبار ما حدث نصرا، لأن تقييم واشنطن يؤكد أن ردّ إيران غير ناجح، مؤكدا له أن واشنطن ستعارض أي هجوم إسرائيلي على إيران.