تناول الدكتور محمد النجار الخبير الاقتصادي، التداعيات الاقتصادية العالمية لقرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، وتحديدًا من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وما قد يترتب عليها من انعكاسات على الاقتصاد العالمي، وموقع مصر من هذه المتغيرات.
أثر الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي
أوضح الدكتور النجار في تصريح خاص “للحرية” أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب لم تكن موجهة إلى مصر فقط، بل شملت العالم بأسره، وكان لها تأثير بالغ على تباطؤ الصناعة عالميًا.
وأضاف: “اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن أدى إلى انخفاض أسعار الذهب والفضة، كما انخفض خام برنت ليصل إلى 70 دولارًا، وخام النفط الخفيف إلى 68 دولارًا، ومن المتوقع أن يكون هناك تأثير واضح على الاقتصاد العالمي.”
تأثير محدود على مصر بسبب انخفاض الرسوم الجمركية
وأشار النجار، إلى أن مصر ستتأثر بشكل جزئي فقط، لكونها ضمن الشريحة الأقل من حيث الرسوم الجمركية بنسبة تصل إلى 10%.
وأكد أن الميزان التجاري بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية لا يشهد أي خلل يُذكر. “الأهم أن مصر لا تُصدر سلعًا كثيرة لأمريكا تؤثر على الصناعة الأمريكية، وبالتالي لا يشكل ذلك تأثيرًا كبيرًا على الصناعة الأمريكية.”
تأثير غير مباشر عبر الاتحاد الأوروبي
لفت النجار إلى وجود تأثير غير مباشر محتمل من خلال المبيعات الموجهة من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، والتي تحتوي على مواد خام مصرية، مثل الحديد الصلب وحديد التسليح وبعض المواد الخام. “مصر تُعد سوقًا كبيرة للاتحاد الأوروبي في هذا السياق، وبالتالي فإن أي تغيير في تدفق التجارة نحو أمريكا قد يؤثر بشكل غير مباشر على السوق المصري.”
تداعيات الرسوم على التصنيع والتجارة
تحدث الدكتور النجار عن الانعكاسات المحتملة قائلًا: “التداعيات الاقتصادية والتجارية لهذه الرسوم الجمركية ستكون محسوسة، خاصة في مجالات الاستيراد والتصدير والإنتاج والتصنيع.”
وأضاف: “التأثير على الإنتاج الصناعي لن يكون كبيرًا بل تدريجيًا، ورغم أن الأسهم والبورصات انهارت بشكل كبير في بداية التداول، فإنها ما لبثت أن استعادت توازنها وتماسكت مرة أخرى، سواء في الأسواق الآسيوية أو الأوروبية أو حتى المحلية.”
مراجعة المشهد الاقتصادي خلال الفترة المقبلة
أكد النجار أن المرحلة المقبلة ستتطلب إعادة قراءة المشهد الاقتصادي في ظل المتغيرات الجديدة، وخاصة بعد فرض رسوم ترامب، مضيفا أن “مصر ستكون من الدول المستفيدة من هذه التغيرات عبر إعادة النظر في علاقاتها مع شركائها التجاريين وإعادة هيكلة موازنتها التجارية، لكونها شريكًا تجاريًا مع العديد من الدول مثل الصين، وآسيا، والاتحاد الأوروبي.”
فرصة لتحسين التنافسية وخطط التنمية
أوضح الدكتور النجار أن هذه التغيرات قد تمثل فرصة لمصر للحصول على منتجات وسلع بأسعار وجودة أكثر تنافسية، ما سينعكس إيجابيًا على خطط التنمية الحكومية. “الكل كان يفضل التصدير للولايات المتحدة بسبب جودة السوق وعمقها، ولكن الآن هناك فرصة لإعادة توزيع التوجهات التجارية.”
توصيات في ضوء التغيرات الجمركية الأمريكية
في ختام تصريحه، شدد الدكتور النجار على ضرورة أن تسعى مصر لتوسيع نطاق شراكاتها التجارية مع شركاء جدد تأثروا سلبًا من الرسوم الجمركية الأمريكية، واستثمار الفرص الناتجة عن هذه التحولات لتعزيز موقعها الاقتصادي إقليميًا ودوليًا.
اقرأ أيضا: تقلبات الأسواق العالمية تحت صدمة رسوم ترامب.. هل نقترب من أزمة مالية جديدة؟