تعتبر صلاة العيد من الشعائر الدينية المهمة التي يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم،ومع الظروف العالمية التي فرضتها جائحة كورونا، أصبح من الضروري البحث عن بدائل للحفاظ على هذه الممارسة دون التسبب في تجمعات،بناءً على ذلك، أصدر الكثير من الجهات الدينية الفتاوى التي تسمح للمسلمين بأداء صلاة العيد في منازلهم، وقد أكدت دار الإفتاء المصرية ومركز الأزهر العالمي للفتوى على مشروعية هذا التصرف،من خلال هذا البحث سنتناول تفاصيل خطبة العيد وكيفية أدائها في المنزل.
خطبة العيد في البيت
تعتبر خطبة العيد في البيت من الأمور المشروعة والتي تحظى بتقدير كبير بين المسلمين، حيث يشغل الكثير من الناس تساؤلات حول حكم هذه الخطبة، لنتناول هنا عدة نقاط توضح موقف العلماء وآراءهم من هذه المسألة
- يعتبر سماع خطبة العيد في البيت مستحبًا، إذ تعتبر هذه السنة لا وجوب حضورها أو سماعها، فلا يسجل عيب على من لم يتمكن من حضورها أو سماعها،حيث ورد عن عبد الله بن السائب أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العيد، وبعد الانتهاء من الصلاة قال “إنا نخطب، فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب”.
- أما بالنسبة لخطبة العيد بشكل عام، فهي ليست شرطًا أساسيًا لقبول الصلاة،فعندما تُؤدى صلاة العيد بدونها تُقبل الصلاة، ويؤكد أهل العلم أنه لا يقع ضرر على من يصلي العيد ولا يختار الخروج للخطبة.
- يستطيع المسلمون أداء صلاة العيد في منازلهم مع أفراد الأسرة، كالأولاد والزوجة والأم، دون الحاجة لإلقاء خطبة، إذ تكفي النية والالتزام بأداء الشعائر الدينية.
- كما ذُكر في الإفتاء المصرية، فإن الأفراد الذين يختارون أداء صلاة العيد في المنزل ينالون الأجر الكامل، حيث يعد هذا الاختيار تعبيرًا عن حرصهم على سلامتهم وسلامة الآخرين في ظل المخاطر الصحية الحالية.
- استشهدت دار الإفتاء بقول الله تعالى “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”،في هذا السياق، يُعتبر حضور الصلاة في المساجد أو بأي تجمعات أخرى في زمن الجائحة مخالفًا للتعليمات ويُعد إثما في ظل الظروف الراهنة.
في الختام، نستطيع أن نستنتج أن خطبة العيد في البيت أصبحت خيارًا متاحًا ومسموحًا به خلال الظروف الحالية،لقد تناولنا مختلف الجوانب المتعلقة بهذا الموضوع وطرحت الفتاوى التي تدعم هذا التوجه،إن الحفاظ على هذه الشعيرة الدينية في أي سياق هو ما يُظهر حقيقة التزام المسلمين بأداء طقوسهم المتبعة،بما أن العيد يتطلب الاستمرار في تواصل الأسر والمجتمعات، فإن الانتقال إلى أداء صلاة العيد في المنازل يعد خطوة فعالة تحافظ على التقاليد مع مراعاة الظروف الصحية.