تعد الفطرة البشرية من أجمل معالم الخلق التي تعكس حكمة الله عز وجل في إعداد الإنسان ليكون فطريًا سليماً ومتوازنًا،فالإنسان يخلق على خصال تمكّنه من العيش في المجتمع بشكل سليم وتساعده في أداء واجباته والتفاعل مع الآخرين،في الإسلام، تمت الإشارة إلى خمس خصال تعتبر من علامات الفطرة، وهي تحمل معاني عميقة تتعلق بالنظافة والصحة،سنتناول في هذا المقال شرح هذه الخصال وأهمية الالتزام بها في حياتنا اليومية، وكيف أنها ترتبط بجوانب مختلفة من الأخلاق والسلوك الإسلامي.
ما هي صفات الفطرة
- تشير صفات الفطرة إلى الأحكام الواجبة والمستحبة التي تمثل سلوكيات مشروعة، ولها ارتباط وثيق بقوانين الطهارة في فقه العبادات،كما أنها تمثل السنن التي تم توصيفها في كتب الحديث، حيث حثت الشريعة الإسلامية على الالتزام بها.
- ففي حديث صحيح مسلم، يروي أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “الفطرة خمس أو خمس من الفطرة، الختان والاستحداد وتقليم الأظافر ونتف الإبط وقص الشارب”.
توضيح الحديث
تشمل الخصال الخمس التي ذكرت في الحديث النبوي سننًا مؤكدة ومن الضروري الالتزام بها في الإسلام،ترتبط هذه السنن بفوائد جمة تعود بالنفع على الشخص المسلم وتساعده في المحافظة على صحته ونظافته،وإليكم تفاصيل هذه الخصال
1 ــ الختان
- الختان هو إجراء يتضمن إزالة الجلد الذي يغطي الجزء التناسلي الذكري، حيث أن عدم القيام به يمكن أن يؤدي إلى تراكم الجراثيم والبكتيريا، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض مثل الزهري والسيلان،وقد أثبتت الدراسات أن عدم الختان يمكن أن يعرض الرجل للإصابة بسرطان القضيب وعقم محتمل.
- تتراكم البكتيريا تحت الجلد غير المختون، مما قد يؤدي إلى انتشار العدوى لأعضاء أخرى مثل المثانة والكليتين،كما يصبح هناك خطر على الزوجة في حال انتقال العدوى أثناء الجماع.
- لذا فإن الدين الإسلامي يوصى بإجراء الختان باعتباره من خصال الفطرة، حيث تعتبره بعض المذاهب واجبًا، بينما اعتبرته أخرى سنة.
- يستحب ختان الصغار في اليوم السابع من ولادتهم، وهذا ما يراه الشافعية وبعض علماء الدين، في حين يعتبره المالكية سنة مستحبة.
2 ــ الاستحداد
- الاستحداد يعني إزالة الشعر المحيط بالعضو التناسلي للذكور والإناث،الشعر في هذه المنطقة يكون بيئة مثالية لتراكم الجراثيم، مما يستدعي القيام بعمليات الحلق والنظافة بشكل دوري.
- تشير الأبحاث إلى أن وجود الشعر يزيد من خطر الإصابة بأمراض جلدية، لذا يعد الاستحداد من السنن المحببة في الإسلام.
3 ــ تقليم الأظافر
- كشف العلماء أن ترك الأظافر طويلة يمكن أن يؤدي إلى تجمع الأوساخ والجراثيم تحتها، مما يعرض الشخص للإصابة بالعدوى والروائح غير المرغوب فيها،لذلك، حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين على تقليم أظافرهم.
- يُفضل تقليم الأظافر بشكل دوري، بحيث يتم البدء بأظافر اليدين قبل الرجلين، ويتبع ذلك البدء باليد اليمنى ثم اليسرى.
4 ــ نتف الإبط
- ينمو الشعر تحت الإبط ويزيد من خطر تراكم العرق والجراثيم، مما يقتضي ضرورة نتف هذا الشعر من أجل المحافظة على النظافة الشخصية،ومن المستحب أن تكون البداية مع الإبط الأيمن.
5 ــ قص الشارب
- تعتبر منطقة الشارب من الأماكن التي قد تكون عرضة لتراكم الجراثيم، لذا يُنصح بقص الشارب بانتظام للحفاظ على النظافة الشخصية،وتجنب هذه الممارسات يمكن أن يعرض الشخص للإصابة بالأمراض.
من المهم أن يلتزم المسلم بهذه الأمور بشكل مستمر، كما جاء في حديث أنس رضي الله عنه أن النبي قد حدد فترة لا تتجاوز الأربعين ليلة دون التقليم والاعتناء بهذه الأمور،وبالتالي، فإن الالتزام بهذه العادات يساهم بشكل كبير في تعزيز الصحة والسلامة.
ختامًا، نجد أن الدين الإسلامي يقدم توجيهات قيمة تساهم في الحفاظ على النظافة الشخصية وتعزز الصحة،إن فهم ودراسة هذه الخصال يعتبر جزءًا من اعتناق الفطرة السليمة التي خلق الله الناس عليها، وهذا يعكس عمق العلاقة بين الدين والصحة النفسية والبدنية.