تشهد سوريا تصاعدًا ملموسًا في تهديدات تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، ولم تقتصر تهديدات التنظيم على العمليات الميدانية، بل شملت أيضًا هجمات إعلامية وتحريضًا علنيًا ضد الحكومة السورية الجديدة.
و هاجم التنظيم، عبر صحيفته الأسبوعية “النبأ”، الرئيس السوري أحمد الشرع عقب لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض. اعتبر التنظيم أن “الصورة باتت أوضح” بعد هذا اللقاء، مؤكدًا أن خلاف الشرع العقائدي مع التنظيم ليس سياسيًا أو حزبيًا.
كما اعتبر تنظيم “الدولة الإسلامية” أن تسلسل الأحداث الذي بدأ بإخراج إيران من سوريا يمثل “رزمة واحدة على طاولة الصفقات الدولية مربطها الحرب على الإسلام وحماية المصالح الدولية”، متهمًا الرئيس السوري أحمد الشرع باستبدال “ملة إبراهيم” (في إشارة إلى الدين الإسلامي) باتفاقيات إبراهام.
وفي خطوة تصعيدية، دعا التنظيم المقاتلين الأجانب في وزارة الدفاع السورية إلى الالتحاق بخلاياه في الأرياف، معتبرًا أن الشرع استغلهم لخدمة “مشروعه”.
تحذيرات سابقة وتشكيل مجلس الأمن القومي
ليست هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها التنظيم الدولة السورية الجديدة. ففي يناير الماضي، هدد التنظيم الحكومة السورية بأنها إذا التزمت بمواثيق وقوانين الأمم المتحدة، “فينطبق عليها واجب الحرب”.
كما وصف التنظيم الفصائل التي شاركت في عملية “ردع العدوان” (التي أسقطت نظام الأسد) بأنها “بيادق بيد تركيا والدول الأخرى” و”تنفذ حربًا بالوكالة” بين “البيادق التركية والأذرع الإيرانية”.
وفي إصدار مرئي وصف التنظيم الثورة بأنها “ثورة جاهلية” لأنها تسعى لترسيخ مفهوم الدولة المدنية، وأنها “ثورة وليست جهادًا في سبيل الله”.
خطر قائم لتنظيم “الدولة الإسلامية”
استشعرت الدولة السورية الجديدة مبكرًا خطر التنظيم ومحاولاته التحرك في مناطق لم تستتب فيها الحالة الأمنية بشكل كامل، وهو ما أكده وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة في مقابلة مصورة حيث تحدث عن خطر قائم لتنظيم “الدولة الإسلامية” وأشار إلى العمل على مكافحته من قبل وزارة الدفاع وجهاز الأمن السوري.
لم تتوقف رسائل التنظيم عند إطار التصريحات والتهجم اللفظي، كما أن العملية الأمنية الأخيرة ضد خلاياه في أحياء حلب الشرقية لم تكن الأولى. فقد سبق ذلك إحباط محاولة تفجير داخل مقام السيدة زينب في ريف دمشق.
وتفتح هذه التطورات الباب واسعًا أمام التساؤل حول أسباب هذا التصعيد وما إذا كان مدفوعًا من قبل أطراف إقليمية ساءها التغيير في سوريا.