أكد الدكتور رائد سلامة، مقرر مساعد لجنة التضخم وغلاء الأسعار بالحوار الوطني، أن غياب العديد من القادة العرب عن قمة بهذه الأهمية في وقت عصيب تمر به المنطقة، سواء فيما يخص القضية الفلسطينية التي تعتبر على حافة الهاوية، أو المشكلات الدامية التي مازالت قائمة في السودان وليبيا بالاضافة لمزيد من انكشاف الأزمة في لبنان وسوريا، يعكس خللا واضحا في تركيب الجامعة العربية.
وأضاف سلامة خلال تصريحات خاصة لـ«الحرية» أن هذا الغياب دفع ببعض المحبطين بأن يطالبوا بإغلاق الجامعة العربية بعدما فقدت فعاليتها وتأثيرها الدولي بل وغاب عن اجتماعاتها كثير من القادة المؤثرين.
وتابع: «غياب هؤلاء القادة بدا لي كما لو كانوا قد أوكلوا التعاطي مع القضية الفلسطينية للرئيس الأمريكي الذي زارهم في الأسبوع الماضي واقتنص منهم كمقاول وتاجر ومضارب عنيد بالبورصة عدة صفقات رسمية في شكل عقود ملزمة تزيد عن التريليون دولار بخلاف اتفاقات نوايا ومذكرات تفاهم تزيد عن ترليونين من الدولارات بالإضافة إلى هدايا خيالية، فصار الرئيس الأمريكي خصما وحكما في نفس الوقت وصار هؤلاء القادة خارج دائرة التأثير حتى ولو من باب ذر الرماد في العيون».
وأوضح أن هذا في الجانب الشكلي من القمة، أما موضوعيا فقد عبرت كلمة مصر الرسمية التى ألقاها الرئيس، عن رؤية الدولة المصرية بمفهوما الشامل الذي لا يقتصر على الحكومة أو السلطة الحاكمة فقط، ولكنه يشمل أيضا الشعب بكافة تركيباته وتنويعاته فهذا هو المفهوم العلمي الشامل لكلمة الدولة، فجاءت الكلمة الرسمية المصرية لتعبر عن موقف مبدئي من القضية الفلسطينية لا مساومة فيه على كل المستويات شعبية ورسمية.
وتابع: «كانت الإشارة الهامة واجبة في الكلمة الرسمية التى ألقاها الرئيس لمسألة أنه مهما وقعت اسرائيل اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فسيبقى السلام مجرد حلم بعيد المنال ما لم تقم الدولة الفلسطينية، بمعنى أن طموحاتنا لا تقتصر على مجرد الانسحاب من غزة أو التعهد بإعادة إعمارها أو بعدم الاعتداء على الضفة، لكن مصر الرسمية والشعبية تصر على الدولة الفلسطينية ولا تتنازل عن ذلك».
وأكمل أنه من ناحية أخرى كانت هذه إشارة هامة جدا في كلمة الرئيس لضرورة وحدة الدولة السورية والدعوة للانسحاب من الجولان وباقي الأراضي التي احتلتها اسرائيل وهو أمر لم نسمع به حتى من السلطة السورية ذاتها والتى أعربت عن رغبتها في التطبيع مقابل مجرد الاعتراف بها، مؤكدا: «وتجدر الاشارة هنا إلى أن تمثيل السلطة السورية وهي مازالت في طور التكوين، قد جاء بأقل مما يليق وهو أمر يعكس ترتيب أولوياتها».