تعد مرحلة الطفولة المبكرة من أكثر المراحل حساسية في حياة الإنسان، حيث تواجه الأمهات والآباء تحديات متعددة تتمثل في فهم احتياجات أطفالهم،من أبرز تلك التحديات هو بكاء الطفل، الذي قد يثير قلق الآباء ويجعلهم في حيرة من أمرهم،تُعتبر الفترة التي يمتد فيها عمر الطفل إلى 8 شهور من الفترات الحرجة، إذ يحدث خلالها تطورات كبيرة في نموه العقلي والجسدي،لذا، سيكون من المفيد استكشاف أسباب بكاء الطفل في هذا العمر وطرق التفاعل المناسبة مع تلك الحالة.
سبب بكاء الطفل في عمر 8 شهور
من المعروف أن الطفل يبدأ في تناول الطعام بجانب حليب الأم بعد مرور ستة أشهر من عمره،ولذلك، قد تكون وجبة الرضاعة وحدها غير كافية، مما يجعل الجوع من أبرز أسباب البكاء،يعتبر البكاء وسيلة الطفل الأساسية للتعبير عن احتياجاته، وتتعدد أسباب بكاء الطفل، ومن أهمها ما يأتي
1- المغص عند الطفل
يُعتبر المغص المعوي من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى بكاء الطفل في هذا العمر،يشعر الطفل بمشاكل في البطن، مما يجعله في حالة من عدم الراحة وقد يستمر في البكاء حتى يشعر بالتحسن،من الحكمة أن تساعد الأم الطفل في التجشؤ بعد الرضاعة لتشجيعه على الشعور بالراحة.
2- ابتلال الحفاض
يمكن أن يكون اتساخ الحفاض سببًا رئيسيًا في بكاء الطفل المتواصل،عندما يشعر الطفل بعدم الراحة نتيجة حفاض متسخ، قد يبدأ في البكاء حتى يتم تجديد الحفاض،عدم الاهتمام بهذه المشكلة يمكن أن يؤدي إلى التهابات جلدية، مما يسبب في البكاء.
3- الحاجة إلى النوم
يتطلب الطفل في هذا العمر فترات كافية من النوم،إذا لم يجد الطفل بيئة مناسبة للنوم، أو يحتاج إلى الدعم العاطفي من الأم، فقد يظهر ذلك من خلال نوبة بكاء،هذا يعود إلى شعوره بعدم الأمان، ما يتطلب توفير جو هادئ ومريح له.
4- اختلاف درجات الحرارة الجوية
البيئة المحيطة بالطفل قد تؤثر بشكل كبير على حالته النفسية والعاطفية، إذ يمكن لشعوره بالحر أو البرد أن يؤدي إلى بكاء مستمر،يجب على الأمهات التأكد من أن الطفل يرتدي الملابس المناسبة ويتواجد في بيئة ملائمة.
5- انحسار النوم
قد يتسبب انحسار النوم، بسبب عدم انتظام مواعيد نوم الطفل، في نوبات بكاء حادة،من الضروري اتباع نظام نوم ثابت للطفل يساعده على التكيف مع ساعات النوم الليلية وتهيئته للنوم في وقت مناسب.
6- كثرة الحركة والحاجة إلى الراحة
يميل الأطفال في هذا العمر إلى الحركة واللعب، ولكن قد يحتاجون أيضًا إلى فترات من الراحة،البكاء يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن احتياجهم للراحة أو الهدوء في أوقات التعب.
7- الإصابة بحساسية الطعام
تعد حساسية الطعام من الأسباب التي تؤدي إلى بكاء الطفل بشكل ملحوظ، خاصة في حالة تناول الأطعمة التي تحتوي على مكونات تسبب له الضرر، مثل منتجات الألبان.
8- تسنين الطفل
تعتبر مرحلة التسنين من المراحل المؤلمة، حيث يمكن أن يعاني الطفل من ألم شديد بسبب بزوغ الأسنان،هذا الأمر غالبًا ما يؤدي إلى نوبات بكاء متكررة وصعوبة في تهدئة الطفل.
9- أسباب أخرى
من بين الأسباب الأخرى لبكاء الطفل في هذا العمر، يمكن ذكر
- الشعور بالملل أو الوحدة.
- الإحساس بالعطش.
- الإصابة بالتهابات الأذن.
- خدش منطقة العين بشكل غير متعمد.
- الألم أثناء الإخراج أو التبول.
- معاناة الطفل من مشاكل في جهازه العصبي أو المناعي.
متى يكون البكاء دليل على مرض الطفل
عند الحديث عن بكاء الطفل في عمر 8 أشهر، يجب أن يكون هناك وعي بأن البكاء قد يكون أحيانًا علامة على مرض محتمل،يمكن التعرف على هذه الحالة عندما يظهر الطفل علامات تدل على المرض، أو عند ملاحظة تغيرات جسدية غير طبيعية،من المهم الانتباه إلى العلامات التالية
- ظهور علامات التوعك أو المرض.
- تغير في العادات الغذائية.
- تغيرات في درجة حرارة الجسم.
- ظهور الإسهال أو الطفح الجلدي.
- صعوبة التنفس.
- تشنجات خلال البكاء.
- تغير في لون البشرة.
- التغيرات في صوت الطفل.
- صوت غير طبيعي أثناء التنفس أثناء البكاء.
طريقة التعامل مع بكاء الطفل الرضيع
بعد المرور على الأسباب المحتملة للبكاء في عمر الثمانية أشهر، يجب أن نكون على دراية بكيفية التعامل مع الطفل عند بكائه،من الضروري المتابعة للتأكد من عدم وجود سبب طبي وراء البكاء،إليك بعض النصائح المفيدة
- حمله برفق واحتضانه لتوفير شعور بالأمان.
- تقديم اللهاية له.
- التأكد من عدم حاجته للتجشؤ بعد الرضاعة.
- إطعامه إذا كان جائعًا، ولكن دون التسبب في شعوره بالشبع الزائد.
- تقديم أصوات مريحة مثل الضوضاء البيضاء لتعزيز الاسترخاء.
- هز الطفل برفق لإقناعه بالهدوء.
- أخذه للتنزه في أماكن هادئة.
- تشجيعه على النوم من خلال تقليل الضوء في الغرفة.
- ممارسات حركات خفيفة لجذبه بعيدًا عن البكاء.
- يمكن تجربة نوم الطفل على بطنه لبضع دقائق لكن دون إفراط.
- تقميط الطفل قد يكون مهدئًا له.
- تفقّد حالته بحثًا عن لدغات أو أي إصابات.
العلامات التي يجب استشارة الطبيب فيها وقت البكاء
يجب أن ندرك أن البكاء هو وسيلة التواصل الأساسية للطفل الرضيع،ومع ذلك، هناك علامات تحذر من ضرورة استشارة الطبيب، مثل
- استمرار بكاء الطفل لأكثر من ثلاث ساعات دون مبرر.
- ظهور علامات مرضية مصاحبة للبكاء.
- ملاحظة انخفاض الوزن المفاجئ للطفل.
- البكاء المتكرر على مدار اليوم رغم جميع محاولات تهدئته.
في النهاية، يُعتبر بكاء الطفل خلال الأشهر الأولى من حياته أمرًا طبيعيًا، وغالبًا ما يحمل وراءه طلبات واضحة،من الضروري أن تكون الأمهات والآباء على وعي بكيفية التعامل مع هذه الحلات بطريقة انسانية ورحيمة لضمان راحة الطفل وسعادته.